قدّم تقييم وطني أسترالي جديد صورة قاتمة عن الأوضاع في البلاد بحلول عام 2050، إذا لم تتمكن الحكومات من الحد من تغيّر المناخ، حيث سيتسبّب الأمر في وضع مئات الآلاف من الأستراليين في مخاطر كبيرة، من ارتفاع مستويات البحر إلى الموت تحت تأثير الحرارة الشديدة.
ومن المنتظر أن يتجاوز العالم العتبة الحرجة المتمثّلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بحلول نهاية العقد الحالي، ومع وصول الانبعاثات ذروتها في العالم المتقدّم، شهد العالم موجات حر أكثر تطرفًا، بجانب العديد من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.
الكوارث الطبيعية
وفي تقييمها الجديد لتأثيرات المناخ على أستراليا، بحسب شبكة "إيه بي سي نيوز"، أكدت هيئة المناخ الأسترالية أن العالم يسير على الطريق الصحيح نحو ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.9 درجة مئوية هذا القرن، استنادًا إلى الالتزامات العالمية الحالية، وهو ما يضع 1.5 مليون أسترالي في الخطر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2050.
ووفقًا للتقييم الوطني للمخاطر المناخية، فإنه في ظل سيناريو ارتفاع درجة حرارة الأرض، فإن 597 ألف شخص سيكونون معرّضين للخطر بحلول عام 2030، محذّرين من أن تكاليف الكوارث الطبيعية سترتفع إلى أكثر من 40 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2050، في حين من المتوقع أن تنخفض قيمة الممتلكات بمئات المليارات من الدولارات.
الانتقال والتكيّف
ولم يقف الأمر عند المخاطر التي سيتعرّض لها الأستراليون فقط، بل أشار التقييم، الذي ضم آلاف الصفحات، إلى وجود مخاطر كبيرة على الطبيعة في أستراليا أيضًا، إذ إن ما بين 40 إلى 70% من الأنواع مضطرة إلى الانتقال والتكيّف مع الظروف الجديدة أو الانقراض، مع تحوّل نصف الحياة النباتية في أي موقع إلى أنواع مختلفة.
وأوضح التقرير أن المناطق الزراعية في أستراليا سوف تكون "الخاسر الأكبر" نتيجة لتغيّر المناخ، كما ستتعرّض غابات الكينا للتهديد، وسيكون هناك خطر شبه مؤكد من عواقب كارثية على الشعاب المرجانية، التي ليس لديها مجال للتحرّك في المحيط الجنوبي، وسوف تحتاج إلى التكيّف وإلا ستموت.
سطح البحر
ووجدت الدراسة أنه في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، فإن مستويات سطح البحر سترتفع بمقدار 0.14 متر، لكنها سترتفع بمقدار 0.54 متر في سيناريو 3 درجات مئوية، حيث تضم كوينزلاند 18 من المناطق العشرين الأكثر تعرّضًا.
وتعليقًا على التقرير المناخي، أكد وزير المناخ والطاقة الأسترالي كريس بوين، أن الوفيات الناجمة عن الحرارة في سيدني سوف تتضاعف في أفضل السيناريوهات، حتى لو تم تحديد الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية، ووضع تقرير المناخ نماذج للتأثيرات المتوقعة.
الاستراتيجية الوطنية
في حالة ارتفاع درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية، فإن عدد الوفيات الناجمة عن موجة الحر في سيدني سوف يتضاعف، وفي حالة ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، سوف يزيد بنسبة تزيد على 400%، وفي ملبورن سترتفع الوفيات الناجمة عن موجات الحر بنسبة 259% في حالة ارتفاع درجة الحرارة إلى 3 درجات مئوية.
وحذّرت الحكومة الأسترالية من أن الاستراتيجية الوطنية للصحة المناخية مهمة، وأن السكان في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وتسمانيا سيواجهون زيادة في الكوارث الطبيعية في المستقبل، كما أن المبلغ الذي تنفقه أستراليا على التعافي من الكوارث سيزداد أيضًا خلال العقود المقبلة.