حذّر مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية، من أن هناك مخاطر عديدة تحيط بمحطات الطاقة النووية؛ بسبب تغير المناخ الذي يؤدي إلى تفاقم المخاطر الطبيعية، مثل الفيضانات والجفاف، وهو الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة من تلف الأنظمة والمعدات التي تضمن التشغيل الآمن للمفاعلات النووية الأمريكية.
وبناءً على طلب من الكونجرس الأمريكي، قام مكتب محاسبة الحكومة بمراجعة مرونة البنية التحتية للطاقة النووية في مواجهة المناخ، حيث أجرى تحليلًا للبيانات الفيدرالية المُتاحة، وأجرى مقابلات مع مسؤولين من الوكالات الفيدرالية، بما في ذلك اللجنة التنظيمية النووية ووزارة الطاقة، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وأجرى زيارات ميدانية لعدد من الأماكن.
مخاطر السلامة
وفي تقريره الملخص حول الوضع، كشف مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية، أنه تم بناء معظم المحطات النووية التجارية في الولايات المتحدة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، إلا أنه ومنذ ذلك الوقت، تغيرت أنماط الطقس والمخاطر المرتبطة بالمناخ على هذه المحطات منذ بنائها، ولكن لم تأخذ اللجنة التنظيمية النووية، وهي المنوط بها معالجة مخاطر السلامة في هذه المحطات، في الاعتبار بشكل كامل الزيادات المحتملة في المخاطر الناجمة عن تلك التغيرات.
ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المخاطر الطبيعية، بما في ذلك الحرارة والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات والأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر تغير المناخ على أحداث الطقس شديدة البرودة.
التوقعات المناخية
وكشف التقرير عن أن اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية، في أعقاب كارثة تسونامي التي أدت إلى حادث عام 2011 في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في اليابان، اتخذ المجلس النووي إجراءات إضافية لمعالجة المخاطر الطبيعية، منها تدابير منع الإطلاقات الإشعاعية في حالة تجاوز خطر طبيعي ما، وصيانة المعدات الاحتياطية المتعلقة بوظائف السلامة.
ورغم ذلك، وفقًا للتقرير الحكومي، لم يتم بشكل كامل إجراء تقييم لإثبات معالجة مخاطر المناخ، حيث مازالت تستخدم حتى الآن البيانات التاريخية لتحديد وتقييم مخاطر السلامة، بدلًا من البيانات المستمدة من التوقعات المناخية المستقبلية، والتي ستجعلها على دراية بالمخاطر التي تتعرض لها محطات الطاقة النووية في المستقبل.
توصيات الإنقاذ
ووفقًا للتقرير يُمكن أن تؤدي البرودة الشديدة إلى إضعاف أنظمة التبريد وتدهور المعدات أو إتلافها، كما يمكن أن يؤدي انخفاض توافر المياه الناجم عن الجفاف إلى جعل مياه التبريد ساخنة جدًا وتقليل إمدادها، ويُمكن أن يؤدي الحريق إلى إتلاف أجزاء من شبكة الكهرباء وأجزاء من دورة الوقود، بينما يمكن أن تتسبب العواصف في حدوث فيضانات، وقد تؤدي الرياح العاتية إلى إتلاف أجزاء من الشبكة الكهربائية.
وطالب مكتب المحاسبة قيام اللجنة التنظيمية النووية بتقييم ما إذا كانت عملياته الحالية تعالج بشكل مناسب المخاطر المناخية، ووضع وتنفيذ خطة لمعالجة أي ثغرات تم تحديدها، كما طالبت رئيس اللجنة الأمريكية بتوجيه موظفيه لتطوير ووضع اللمسات الأخيرة، بشأن دمج بيانات التوقعات المناخية في العمليات ذات الصلة، بما في ذلك مصادر بيانات التوقعات المناخية التي يجب استخدامها.