الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في قمة ألاسكا.. ترامب وبوتين يقرران وزيلينسكي على الهامش

  • مشاركة :
post-title
قمة مرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والروسي حول الحرب الأوكرانية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد دبلوماسي وسياسي متوتر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة المقبل، مثيرًا موجة تحركات خلف الكواليس بين العواصم الأوروبية، وسط تساؤلات حادة حول موقع أوكرانيا في هذه المفاوضات المصيرية.

مشاركة زيلينسكي

وبينما لم يدرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسميًا ضمن الحضور، أبقى البيت الأبيض الباب مواربًا أمام احتمال مشاركته، تاركًا الساحة مفتوحة لتكهنات وخطط متسارعة تسعى لفرض شروط السلام قبل أي تنازلات.

وأفادت شبكة "سي إن إن" أن البيت الأبيض لم يستبعد إمكانية مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماعات على هامش القمة التي ستجمع ترامب وبوتين في ألاسكا، رغم عدم إدراجه رسميًا في جدول القمة، ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين أن أي قرار بهذا الشأن سيتخذ على الأرجح بعد الاجتماع الثنائي بين الزعيمين.

موقف بوتين

القمة التي أعلن عنها ترامب فجأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي انطلقت التحضيرات لها بسرعة، فيما لا تزال تفاصيلها ومكان انعقادها الدقيق قيد الإعداد، في ظل تأكيد البيت الأبيض أن بوتين طلب عقد لقاء ثنائي، مع بقاء احتمال قمة ثلاثية قائمًا.

وحسب "سي إن إن" فإن إعلان ترامب فجر تحركات مكثفة من القادة الأوروبيين لضمان عدم استبعاد أوكرانيا من المفاوضات، وللتأكيد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يسبقه وقف شامل لإطلاق النار، بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إن أي اتفاقات بدون كييف ستكون بمثابة "قرارات ميتة".

في الريف الإنجليزي، اجتمع مسؤولون أوروبيون على عجل مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، حيث شددوا على ضرورة مشاركة أوكرانيا الفعلية في المفاوضات، وعلى أن أي تنازلات إقليمية من كييف يجب أن يقابلها تنازل روسي عن أراضٍ تحتلها حاليًا.

لاحقًا، أصدرت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وفنلندا بيانًا مشتركًا رحّبت فيه بـ"عمل الرئيس ترامب لوقف القتل في أوكرانيا"، لكنها أكدت على مبادئ أساسية، منها: عدم تغيير الحدود بالقوة، واعتبار خط التماس الحالي نقطة انطلاق للمفاوضات، وتوفير ضمانات أمنية قوية وموثوقة لأوكرانيا.

خطة بوتين

وبحسب المسؤولين الغربيين، فإن خطة السلام التي طرحها بوتين الأربعاء الماضي على المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تتضمن تنازلات إقليمية كبيرة من جانب أوكرانيا، تشمل منطقة دونباس بالكامل، دون وضوح مصير خيرسون وزابوريجيا، كما لم تتضح آلية الضمانات الأمنية الأمريكية بعد.

هذا الطرح أثار قلق العواصم الأوروبية، التي سارعت للبحث عن تفاصيل إضافية، خصوصًا بشأن ما قد يعنيه وقف إطلاق النار المقترح.

في محاولة لتهدئة المخاوف، عقد فانس اجتماعًا مطولًا السبت مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ومسؤولين أوروبيين وأوكرانيين، بحضور افتراضي لويتكوف، لعرض وجهة النظر الأمريكية وفهم الموقف الروسي. وقال مسؤول أمريكي لـ"سي إن إن" إن الاجتماع حقق "تقدمًا كبيرًا"، لكن لا تزال هناك علامات استفهام حول الموقف الأوروبي والأوكراني من قمة الجمعة.

موقف زيلينسكي

من جانبه، صرّح زيلينسكي الأحد بأنه "يقدر ويدعم بالكامل البيان الأوروبي المشترك"، مؤكدًا أن "حجج أوكرانيا مسموعة، والمخاطر تؤخذ في الاعتبار".

ورغم الغموض المحيط بالتفاصيل، يبدو أن القمة المقبلة تحمل في طياتها اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف على التوصل إلى تفاهمات تضع حدًا للحرب، أو على الأقل تحد من نطاقها.