الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ميزة عسكرية لروسيا.. لقاء بوتين وترامب يهدد "حزام الحصن" لأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الحرب الروسية الأوكرانية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تمنح مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتنازل عن بعض الأراضي الأوكرانية فرصة سانحة للقضاء على ما يسمى "بحزام الحصن" الأوكراني، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وقال معهد دراسة الحرب الأمريكي، في تقرير صادر عنه مؤخرًا، إن مطالبة الكرملين لأوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ في منطقة دونيتسك لروسيا مقابل وقف إطلاق النار "قد تمنح موسكو ميزة كبيرة في ساحة المعركة".

وقُبَيل القمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا الأسبوع المقبل، تشير التقارير التي استشهد بها معهد دراسة الحرب إلى أن مصير الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا جزئيًا قد يتم التنازل عنه لموسكو مقابل إنهاء القتال.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وقالت مؤسسة الأبحاث الأمريكية في واشنطن إن التنازل عن الأراضي التي لم تسيطر عليها روسيا ذات الأهمية الإستراتيجية في منطقة دونيتسك قد يجبر أوكرانيا على التخلي عن خط دفاعها الرئيسي في المنطقة المعروف باسم "حزام الحصن".

يتألف "الحزام الحصن" من أربع مدن كبيرة وبلدات أخرى تمتد من الشمال إلى الجنوب على مسافة تزيد على 30 ميلًا على طول الطريق السريع H-20 كوستيانتينيفكا-سلوفيانسك في دونيتسك، وثبت أنه يشكِّل عقبة أمام الطموحات الإقليمية الروسية منذ عام 2014.

وقال ترامب إن محادثات السلام في ألاسكا، المقررة في 15 أغسطس، ستناقش على الأرجح بعض تبادل الأراضي، بينما رفض نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الخطوة مرارًا وتكرارًا، مستشهدًا بالدستور الأوكراني، لكن تقرير معهد دراسة الحرب يوضح تداعياتها على ساحة المعركة.

الرئيس الروسي فولويمير بوتين

ويرغب مسؤولو الكرملين من أوكرانيا التنازل عن شبه جزيرة القرم وجميع مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك اللتين تشكِّلان منطقة دونباس، فضلًا عن تجميد أجزاء أخرى من خط المواجهة في وقف لإطلاق النار.

وتتضمن هذه الخطوة انسحاب كييف لقواتها من الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في دونباس، والتي حاولت موسكو السطرة عليها دون جدوى.

ومن شأن هذا أن يمنح روسيا السيطرة على خط الدفاع المحصن الرئيسي في منطقة دونيتسك، الذي قضت أوكرانيا أكثر من عقد من الزمان في تعزيزه.

وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، فإن تسليم المنطقة بأكملها مقابل وقف إطلاق النار دون التوصل إلى تسوية سلمية نهائية من شأنه أن يسمح لقوات موسكو بتجديد هجماتها بشروط أكثر ملاءمة دون أي صراع آخر على الأراضي التي تحاول تطويقها من الجنوب الغربي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

فشلت القوات الروسية في تطويق كامل حزام الحصون الأوكراني في عام 2022، ومن المرجح أن تستغرق مثل هذه العملية سنوات وتنطوي على خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، بحسب مركز الأبحاث.

ومن شأن ذلك أن يضطر أوكرانيا إلى بناء تحصينات على طول مناطق الحدود في خاركيف ودنيبروبيتروفسك، والتي لا تصلح تضاريسها لتكون بمثابة خط دفاعي، بحسب معهد دراسات الحرب.

وقال مركز الأبحاث إن القوات الروسية ستنتهك على الأرجح أي وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام مستقبلي وتجدد العدوان العسكري ما لم يتضمن اتفاق السلام آليات مراقبة قوية وضمانات أمنية لأوكرانيا.

وقال معهد دراسة الحرب الأمريكي، الجمعة الماضي، إن "استسلام بقية منطقة دونيتسك كشرط مسبق لوقف إطلاق النار دون الالتزام بتسوية سلمية نهائية لإنهاء الحرب من شأنه أن يضع القوات الروسية في وضع جيد للغاية لتجديد هجماتها بشروط أكثر ملاءمة".

وأكد "زيلينسكي"، عدم رغبة أوكرانيا في التنازل عن الأراضي من أجل السلام، وهو ما سيزيد من التوقعات بشأن ما إذا كانت القمة المقرر لها الجمعة المقبل في ألاسكا بين بوتين وترامب يمكن أن تسفر عن انفراجة.