الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب أم بوتين.. من يفوز بقمة ألاسكا لـ"القضايا الشائكة"؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

حين يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، يصوّب العالم بأسره نظره إلى ألاسكا، حيث يُعقد اللقاء بينهما، في انتظار ما تسفر عنه الجلسة المنتظرة منذ يناير الماضي، وقت أن فاز الرئيس الجمهوري بولايته الثانية كرئيس لأمريكا.

ويعقد أول لقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي منذ عام 2021 ، الجمعة المقبل، في ولاية ألاسكا الأمريكية، وهو ما يعتبر تنازلًا طفيفًا من بوتين لنظيره لدونالد ترامب، بحسب صحيفة "تايمز" البريطانية.

وتتصدر الحرب الروسية الأوكرانية قائمة المحادثات المرتقبة بينهما، من أجل إنهاء الحرب، وسط مخاوف أوروبية من تنازلات محتملة من الرئيس الأمريكي إلى نظيره الروسي، بعد ما اقترح الأول تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي.

وعود اللقاء المرتقب

يتضمن هذا الاتفاق وقف إطلاق النار، واعترافًا فعليًا بالمكاسب الإقليمية الروسية، ورفع معظم العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، وربما يرتبط بمنح الشركات الأمريكية امتيازات في الوصول إلى النفط والغاز الروسيين، بحسب ما نقلته "تايمز" البريطانية عن وكالة الإعلامية البولندية "أونيت".

وتشير الإحاطات غير الرسمية إلى أنه قد يُتوقع من كييف سحب قواتها والتنازل عن المزيد من الأراضي، وقد ذكر ترامب "تبادلًا للأراضي"، لكن هذا يعني ضمنًا أن على أوكرانيا التخلي عن تلك الأجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقيتين، مقابل وقف إطلاق النار ووعد باتفاق شامل مستقبلي.

فرصة للاقتصاد الروسي

وقد يعد الاتفاق أيضًا فرصة سانحة للاقتصاد الروسي للتعافي من أزماته الحالية، بعد أن انخفضت إيرادات النفط والغاز الروسي، وهي إيرادات أساسية في ميزانية الدولة، بنسبة 18.5% بين يناير ويوليو، بينما أقرت وزارة المالية الجمعة الماضية، بوصول العجز إلى 4.88 تريليون روبل (45.3 مليار جنيه إسترليني) في الفترة نفسها، وهذا يتجاوز 3.8 تريليون روبل المخطط لها لعام 2025 .

لم يُبدِ بوتين حتى الآن أي استعداد للتنازل، فهو يريد من أوكرانيا تسليم الأجزاء غير الخاضعة للسيطرة الروسية من المناطق، ورفضًا رسميًا لعضويتها المستقبلية في حلف الناتو، وفرض قيود على حجم جيش كييف.

شعور بوتين بالنصر

ويلتقي بوتين الرئيس الروسي، وسط شعور بتحقيق متنامي للنصر، بعد أن سيطرت القوات الروسية على 226ميلًا مربعًا إضافيًا، وهذا ليس فقط أكثر من الشهر السابق، بل إن تكتيك تطويق المدن بدلًا من مهاجمتها مباشرةً يؤتي ثماره.

يبدو أن مدينة تشاسيف يار المتنازع عليها قد هُجرت بالفعل، بينما يُنظر في الانسحاب من بوكروفسك، المركز الاستراتيجي، ولا تزال التكلفة البشرية لهذه الانتصارات باهظة.

وقدّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الشهر الماضي مقتل ما يصل إلى 250 ألف جندي روسي حتى الآن، ولكن وفقًا للقائد العام الأوكراني، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، لا تزال موسكو تُجنّد 9000 جندي شهريًا أكثر مما تخسره، بينما تُكافح كييف لتجديد صفوفها رغم خفض سن التجنيد إلى 25 عامًا العام الماضي.

تخلي أوكرانيا عن أراضيها

بالنسبة لأوكرانيا، سيكون التخلي عن 20% من أراضيها و7% من سكانها الخاضعين حاليًا للسيطرة الروسية أمرًا مؤلمًا، ناهيك عن التنازل عن جيوب شرق أوكرانيا التي لا تزال تسيطر عليها.

وحذّر زيلينسكي بالفعل من أن الأوكرانيين لن يسلموا أراضيهم للروسي، ويمنع الدستور أي تنازل قانوني عن الأراضي، وبينما تتجاوز مقايضة الأرض مقابل السلام، لا يزال من الصعب تصور كيف سيقبل زيلينسكي بها، أو ينجو سياسيًا من هذا التراجع.

وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة جالوب أخيرًا تزايد إرهاق الأوكرانيين، إذ يؤيد 69% الآن التفاوض على السلام في أسرع وقت ممكن، بينما يؤيد 24% فقط مواصلة القتال حتى النصر في الحرب.

مخاوف من رفض العرض الأمريكي

واعترف أحد الدبلوماسيين الأوكرانيين المخضرمين بأن بعض الأوكرانيين سيخشون أن يؤدي رفضهم لأي اتفاق يقترحه ترامب إلى مواجهة خطر تراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق، لكن آخرين سيستخدمون هذا كذريعة لقبول اتفاق يعرفون أنه مخز، لأنهم سئموا من الحرب.

ويقترح بعض المطلعين على بواطن الأمور في المفوضية الأوروبية الاحتفاظ بمبلغ 183 مليار يورو المُجمد في النظام المالي يوروكلير كـ"سند حسن نية"، على أن يُفرج عنه لأوكرانيا في حال نكثت موسكو بوعودها.

سترغب كييف في وجود مراقبين دوليين على الأرض لمنع أي خرق لوقف إطلاق النار في المقام الأول، من غير المرجح أن يكون الحل هنا هو "تحالف الراغبين" الذي أعلن عنه كير ستارمر والرئيس الفرنسي ماكرون في مارس، وقد تعهدت إحدى وثلاثون دولة حتى الآن بدعم قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات المسلحة المقترحة، التي من شأنها دعم تجديد القوات البرية لكييف، والدفاع عن المجال الجوي الأوكراني، وحماية الملاحة الحيوية في البحر الأسود.