الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هزات كارثية ومدمرة.. الزلازل تهدد أحلام القواعد المستقبلية على القمر

  • مشاركة :
post-title
موقع هبوط أبولو على سطح القمر

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في الوقت الذي يشتعل فيه السباق بين الدول الكبرى حول احتلال القمر وحتى إنشاء مفاعلات نووية عليه، حذر علماء الفضاء من أن الزلازل القمرية قد تشكل تهديدًا كبيرًا للقواعد القمرية والبعثات المستقبلية، لدرجة تصل إلى خلع الصخور وإحداث انهيارات أرضية كارثية.

وتعرف الزلازل القمرية، بأنها اهتزازات تنتج عن تحركات في القشرة القمرية، وعلى عكس الزلازل الأرضية، لا تزال هذه الظاهرة غامضة نسبيًا، لكن أسبابها تختلف عن تلك على الأرض، حيث يوجد أربعة أنواع رئيسية، وفقًا لموقع سبايس، أولها هي الزلازل العميقة.

أربعة أنواع

وتحدث تلك الزلال على بعد مئات الكيلومترات تحت السطح بسبب تأثير جاذبية سطح القمر، بخلاف الزلازل الحرارية الناتجة عن تمدد القشرة القمرية بسبب التغيرات الحرارية الشديدة بين الليل والنهار، أما النوع الثالث فيعرف باسم زلازل الاصطدامات، والتي تسببها النيازك أو الحطام الفضائي.

الزلازل الضحلة هي الأكثر خطورة تصل قوتها إلى 5.5 درجة وتستمر لساعات

أما النوع الرابع والأخير يسمى الزلازل الضحلة، وهي الأكثر خطورة، وقد تصل قوتها إلى 5.5 درجة على مقياس ريختر، وتستمر لساعات مقارنةً بالثواني على الأرض، بينما يمكن لبعض الزلازل القمرية أن تستمر لأكثر من 10 دقائق، مما قد يسبب أضرارًا تراكمية على المركبات والموائل المستقبلية.

هبوط أبولو

وفي محاولة لفهم كيفية تشكل النشاط الزلزالي، وفقًا لدراسة جديدة نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز"، فحص علماء جيوفيزيائيين، موقع هبوط أبولو 17 في وادي "توروس-ليترو" على سطح القمر، حيث وطأت أقدام رواد الفضاء سطح القمر آخر مرة عام 1972.

وتهدف الدراسة إلى التأكد من أن استكشاف القمر يتم بأمان، وأن الاستثمارات تُستثمر بعناية، وتبين من النتيجة التي توصلوا إليها أنه لا يمكن بناء أي شيء مباشرة فوق منحدر أو صدع نشط حديثًا، حيث كلما ابتعدوا عن المنحدرات قلت المخاطر كثيرًا عن المنشآت ورواد الفضاء.

زلازل قديمة

وتشير نتائجهم إلى أن زلازل قمرية قديمة، ناجمة عن صدوع تحت الأرض، هزت المنطقة مرارًا وتكرارًا على مدى عشرات الملايين من السنين، وقد لا تزال هذه الصدوع نشطة حتى اليوم، مما يُشكّل مخاطر محتملة على البعثات المستقبلية، خاصةً إذا بُنيت البنية التحتية بالقرب منها.

زلازل قمرية قديمة ناجمة عن صدوع تحت الأرض

وأكد العلماء، أنه إذا بقي رواد الفضاء هناك ليوم واحد، فسيكون حظهم سيئًا للغاية في حال وقوع حدث مدمر، مشيرين إلى أن المركبات الفضائية الأحدث، مثل نظام الهبوط البشري ستارشيب، قد تكون أكثر عرضة للحركة الأرضية من مركبات أبولو السابقة.

زلزال قمري

ولتقدير قوة وتكرار الزلازل القمرية السابقة، اعتمد فريق البحث على أدلة بصرية، مثل الانهيارات الأرضية ومسارات الصخور، وذلك لافتقار القمر إلى شبكة من أجهزة استشعار الزلازل، ووضع الباحثون نموذجًا لزلزال قمري افتراضي بقوة 3.0 درجات على مقياس ريختر على طول صدع لي-لينكولن، الذي يمر مباشرة عبر موقع هبوط أبولو 17.

وعلى الرغم من أن زلزالًا بقوة 3.0 درجات يُعتبر طفيفًا على الأرض، إلا أن عملية المحاكاة أظهرت أن الاهتزاز بالقرب من البنية التحتية الرئيسية على القمر قد يكون مُدمرًا وقويًا بما يكفي لخلع الصخور وإحداث انهيارات أرضية، مما يدعم فكرة أن الزلازل القمرية المتكررة ساهمت في تشكيل طبيعة المنطقة بمرور الوقت.

وتعمل وكالة ناسا على منذ عدة سنوات على بناء مفاعل نووي على القمر، بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، بحسب صحيفة بوليتيكو، والذي سيبدأ بإعادة رواد الفضاء إلى القمر عبر برنامجها أرتميس، كما تخطط الصين أيضًا لإنشاء قاعدة قمرية، بالشراكة مع روسيا وعدد من الدول الأخرى.