الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ولادة وحش عملاق في الفضاء.. مفاجأة صادمة للعلماء بسبب اندماج ثقبين أسودين

  • مشاركة :
post-title
ثقب أسود هائل

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تمكن علماء الفضاء من التقاط حدث نادر يتمثل في اكتشاف أكبر اندماج على الإطلاق بين ثقبين أسودين ضخمين، في اصطدام هائل ببعضهما البعض، مما نتج عنه ولادة ثقب أسود هائل شكّل مفاجأة بالنسبة للعلماء؛ بسبب حجمه ومكان تواجده، وجعلهم يعيدون النظر في تصوراتهم.

وتبيّن أن الثقوب السوداء التي يزيد حجم كل واحد منها على 100 مرة كتلة الشمس، قامت بالدوران حول بعضها البعض منذ فترة طويلة جدًا، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، ولكنهما في نهاية المطاف اصطدما وشكّلا ثقبًا أسود أكثر ضخامة على بُعد حوالي 10 مليارات سنة ضوئية من الأرض.

مرصد الموجات

وكانت الأدلة على الاصطدام قد بدأت في الظهور، عندما ارتعش جهازان مقرهما في واشنطن ولويزيانا، وفقًا للبروفيسور مارك هانام، رئيس معهد استكشاف الجاذبية بجامعة كارديف، واللذَان يعملان بواسطة مرصد الموجات الثقيلة، وهو ما تسبب في تمدد أجهزة الكشف وضغطها لمدة 10 ثوانٍ.

وأكد العلماء أن تلك اللحظات، على الرغم من أنها كانت عابرة على الأرض، إلا أنها في الواقع كانت لحظات تُسمّى بمرحلة "الرنين المنخفض"، حيث شكّلت الثقوب السوداء المندمجة ثقبًا أسود جديدًا، وهو بدوره أطلق ما يشبه الموجة أو "الرنة" قبل أن يستقر تمامًا في مكانه.

ثقبين أسودين
الحادثة الأعنف

وكشف تحليل الإشارة أن كتلة الثقبين الأسودين المتصادمين كانت 103 و137 مرة كتلة الشمس، وكانت تدور بسرعة أكبر من سرعة الأرض بنحو 400 ألف مرة، مما جعلها أعلى كتل للثقوب السوداء التي تمكن العلماء من قياسها على الإطلاق باستخدام موجات الجاذبية.

ويرى البروفيسور هانام أن هذه الحادثة هي أعنف الأحداث التي يمكن رصدها في الكون، ولكن عندما تصل الإشارات إلى الأرض تصبح بالنسبة لنا أضعف الظواهر التي يمكن قياسها، حيث تصبح التموجات التي تصل إلى الأرض ضئيلة جدًا. ومع ذلك، أجبر هذا الحدث الفيزيائيين على إعادة النظر في نماذجهم لكيفية تشكّل هذه الأجسام الضخمة.

وقبل بناء أول كاشفات موجات الجاذبية في تسعينيات القرن الماضي، لم يكن بمقدور العلماء رصد الكون إلا من خلال الإشعاع الكهرومغناطيسي، كالضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والموجات الراديوية. ولكن أتاحت مراصد موجات الجاذبية رؤية جديدة للكون، مما سمح للباحثين برؤية أحداث كانت مخفية عنهم.

كتلة الشمس

ولكن الأمر كان بمثابة مفاجأة علمية بالنسبة لهم، حيث يقع موقع الاصطدام في نطاق لا تتشكّل فيه ثقوب سوداء، نظرًا لكثرة الأحداث الغريبة التي تحدث في ذلك المكان، معتقدين أن الثقوب السوداء المندمجة كانت بحد ذاتها ناتجة عن اندماجات سابقة، وهو ما يفسر حجمها الضخم وسرعة دورانها.

واكتشف العلماء حوالي 300 اندماج لثقوب سوداء من خلال الموجات الثقالية التي تولّدها. وحتى الآن، أنتج أضخم اندماج معروف ثقبًا أسودًا تبلغ كتلته حوالي 140 ضعف كتلة الشمس، أما الاندماج الأخير، فقد أنتج ثقبًا أسودًا أكبر، تبلغ كتلته ما يصل إلى 265 ضعف كتلة الشمس.