لأول مرة منذ نصف قرن، هبطت مركبة فضائية أمريكية الصنع على سطح القمر، وهو أول هبوط على الإطلاق من قبل القطاع الخاص بالكامل، ويُعتقد أنها استقرت في حفرة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، محط غالبية المركبات في الفترة الماضية
أوديسيوس
المركبة الفضائية الآلية المسماة "أوديسيوس"، ذات الأرجل الستة التي بنيت بواسطة شركة "Intuitive Machines" في هيوستن، غادرت الأرض في وقت مبكر من يوم 15 فبراير على متن صاروخ Space-X، ودخلت مدار القمر يوم الأربعاء، وقبل نحو 12 دقيقة من هبوطها يوم الخميس، شغلت محركها لبدء هبوطها إلى سطح القمر نحو الساعة 6:23 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2323 بتوقيت جرينيتش)، وفق "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتم تأكيد الهبوط، الذي جاء بعد يوم واحد من وصول المركبة الفضائية إلى مدار القمر، وبعد أسبوع من إطلاقها من فلوريدا، من خلال إشارات أرسلت على بعد حوالي 239 ألف ميل (384 ألف كيلومتر) إلى مركز التحكم في المهمة، وفق "فرانس برس".
تحقيق الأهداف
وقال تيم كرين، مدير المهمة وكبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "Intuitive Machines"، "إنه من غير المؤكد ما إذا كانت المركبة الفضائية ستكون قادرة على تحقيق أهدافها، على الرغم من وجودها على القمر ونقلها الإشارات إلى الأرض".
وقالت الشركة المنتجة للمركبة، في بيان: "بعد استكشاف أخطاء الاتصالات وإصلاحها، أكد مراقبو الطيران أن أوديسيوس في وضع مستقيم وبدأت في إرسال البيانات، وفي الوقت الحالي، نعمل على ربط الصور الأولى من سطح القمر".
وكان موقع الهبوط عبارة عن منطقة مسطحة بالقرب من حفرة Malapert A، على بعد حوالي 185 ميلاً شمال القطب الجنوبي للقمر، وقد اجتذبت المناطق القطبية للقمر الكثير من الاهتمام في السنوات الأخيرة بسبب الجليد المائي المختبئ في ظلال الحفر هناك.
جهاز الليزر لا يعمل
ولإنجاز الهبوط، كان على شركة المنتجة التغلب على المشكلات الفنية المتأخرة في الرحلة، وأثناء تغطية الهبوط، قال متحدث باسم الشركة إن جهاز الليزر الموجود على المركبة الفضائية - المفترض أن يوفر بيانات عن ارتفاعها وسرعتها- لا يعمل.
وأوضحت هذه المشكلة سبب اتخاذ المركبة الفضائية مدارًا إضافيًا حول القمر، ما أتاح ساعتين لإجراء تغييرات في برنامج المركبة الفضائية الذي سمح باستخدام أداة ناسا التجريبية ليدار على المركبة الفضائية بدلاً من ذلك.
خلل استمر 11 ساعة
وجاء الهبوط بعد خلل استمر 11 ساعة في نظام الملاحة المستقل للمركبة الفضائية، والذي تطلب من المهندسين على الأرض استخدام حل بديل، إذ تحمل المركبة مجموعة من الأدوات العلمية والعروض التكنولوجية لوكالة ناسا والعديد من العملاء التجاريين، وهي مصممة للعمل لمدة 7 أيام على الطاقة الشمسية قبل غروب الشمس فوق موقع الهبوط القطبي.
ستركز حمولة ناسا على جمع البيانات حول تفاعلات الطقس الفضائي مع سطح القمر، وعلم الفلك الراديوي وجوانب أخرى من البيئة القمرية لمركبات الهبوط المستقبلية، وعودة ناسا المخططة لرواد الفضاء في وقت لاحق من هذا العقد.
يمثل هبوط يوم الخميس أول هبوط متحكم فيه إلى سطح القمر بواسطة مركبة فضائية أمريكية منذ أبولو 17 في عام 1972، عندما هبطت آخر مهمة مأهولة لناسا هناك، مع رائدي الفضاء جين سيرنان وهاريسون شميت.
أربع دول
وحتى الآن، هبطت مركبات فضائية من أربع دول أخرى فقط على سطح القمر - الاتحاد السوفييتي السابق، والصين، والهند، ومؤخرًا في الشهر الماضي فقط، اليابان، وتعد الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي أرسلت البشر إلى سطح القمر.
وتطمح ناسا إلى هبوط أول مركبة أرتميس مأهولة في أواخر عام 2026، كجزء من استكشاف القمر المستدام طويل المدى ونقطة انطلاق نحو رحلات بشرية نهائية إلى المريخ.
وأوديسيوس هو ملك إيثاكا الأسطوري، ترك بلده كي يكون من قادة حرب طروادة، وصاحب فكرة الحصان الذي به انهزم الطرواديون.