الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة ميؤوس منها.. 6 مسارات محتملة لحل الحرب في غزة

  • مشاركة :
post-title
لا تزال غزة تعيش كابوس حرب إبادة مستمرة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

رغم سنوات من المفاوضات واتفاقين لوقف إطلاق نار، لا تزال غزة تعيش كابوس حرب إبادة مستمرة، إذ تستعرض شبكة "سي إن إن" الامريكية مسارًا قويًا ومحدّدًا لإنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة في غضون ثلاثة أشهر.

الفرص الضائعة

منذ أسبوعين، بدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية على وشك توقيع اتفاق هدنة مدته 60 يومًا، يشمل تحرير عشرات المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتقديم مساعدات يومية، وتقليص القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية بدعم واضح من الوساطة الأمريكية والمصرية والقطرية.

لكن الاتفاق انهار حين تمسكت كل من إسرائيل وحماس في غزة بشروطهما، وتصاعد بعدها القلق بسبب حصار غزة والنقص الحاد في الإغاثة، ما أثار انتقادات دولية خطيرة لإسرائيل.

ودفع هذا الانهيار فرنسا وبريطانيا إلى إعلان مبادرات تتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي رحّبت به حماس، كما استخدمته لتمرير رسائل استفزازية بالصور البشعة للمحتجزين الإسرائيليين.

خمسة مسارات متاحة
1. النصر العسكري الكامل

يدعي مؤيدوه أن القضاء على القادة المتبقين لحماس في غزة سينهي سيطرتها، لكن رغم الاستخدام المكثف للقوة لم يؤد ذلك إلى تغيير جذري مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والخسائر البشرية وإرهاق جيش الاحتلال، إضافة إلى تراجع الدعم الدولي، يجعل من هذا الخيار محفوفًا بالمخاطر دون ضمان للنجاح.

2. صفقة شاملة

يقترح أن تُفرج حماس عن جميع المحتجزين مقابل خروج كامل من غزة وتشكيل إدارة جديدة بعيدة عن حماس، مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، ورغم طموحها، يتوقع أن تخوض حماس مفاوضات طويلة ومعقدة مع شروط وضمانات، ما يؤخر التوصل إلى وقف عاجل للقتال.

3. الخيار المرحلي

هذا الحل، المدعوم أمريكيًا، يراهن على تقسيم حماس داخليًا وضغط من الدول الوسيطة مثل مصر وقطر وتركيا لإطلاق سراح عشرة محتجزين فورًا وبدء محادثات لإنهاء الحرب خلال فترة الستين يومًا، ويركّز الخيار على الضغط السياسي، لا العسكري فقط، لتحفيز حماس.

4. هدنة 30 يومًا

توقف إسرائيل القتال الرئيسي مؤقتًا، مع السماح بدخول المساعدات الإنسانية، مع الاحتفاظ بحق الرد، هذا قد يخفف الأزمة الإغاثية، لكن يُثير مخاوف من منح حماس فرصة لترميم قواها، وسيكون خيارًا مثيرًا للانتقاد داخليًا ودوليًا.

5. قطع الدعم الأمريكي لإسرائيل

يجادل مؤيدوه بضرورة أن تتوقف واشنطن عن دفع الصراع، حتى لو رفضت إسرائيل وقف الحرب أو إطلاق المحتجزين ورغم شعبيته بين بعض الناشطين، فإن رفضه القاطع باعتراف واشنطن بعلاقاتها مع تل أبيب يجعله خيارًا غير واقعي.

المسار الأكثر واقعية

يأتي كمسار سادس أكثر عملية، وهو الدمج بين الخيارين 3 و4 وفرض إطار زمني صارم بإعلان هدنة إنسانية إسرائيلية لمدة 30 يومًا وإيصال المساعدات الحرة، وتحذير حاسم بأن حماس ملزمة بالإفراج عن نصف المحتجزين الأحياء بحلول نهاية هذه المهلة.

مع شرط مواصلة وقف إطلاق النار 60 يومًا إذا تم تنفيذ الالتزامات، والبدء فورًا بمفاوضات لإنشاء هيكلة حكم جديدة في غزة، وضمان إطلاق سراح باقي الأسرى، وفي حال الفشل، يمكن لإسرائيل استئناف العمليات بعد استعادة قوتها الدولية والميدانية جزئيًا.

90 يومًا لصياغة السلام

من دون ترف المبادرة أو التردد، فإن الخيار السادس يقدّم فرصة حقيقية لفك الشدّة الإنسانية، واستعادة المحتجزين، وبدء محادثات لإنهاء الحرب ضمن إطار إداري جديد ضمن ثلاثة أشهر فقط، بدون هذا، الخيارات الأخرى قد تحقق بعض المكاسب الخطابية، لكنها لن تخدم غزة أو المدنيين أو المحتجزين.

وحسب "سي إن إن"، فقد آن الأوان لقلب موازين الأزمة رأسًا على عقب، مشيرة إلى أن المسار الأخير هو الخيار الوحيد الممكن الذي قد يحقق توزيع مساعدات عاجل ومستدام في كل أنحاء غزة، وخروج المحتجزين من القطاع إلى الحرية، ونهاية الحرب دون سيطرة حماس على القطاع من جديد.