للمرة الأولى، وصف رئيس الوزراء الإسكتلندي جون سويني تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "إبادة جماعية"، مؤكدًا أنها "أمر لا يقبل الجدل"، كما نقلت عنه صحيفة "ذا جارديان".
وأصبح سويني ثاني زعيم في المملكة المتحدة يستخدم مصطلح "إبادة جماعية" فيما يتصل بالهجمات التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة بعد أن فعلت ذلك ميشيل أونيل من حزب "شين فين" المعارض الشهر الماضي.
كان الوزير الإسكتلندي الأول يتحدث في فعالية على هامش مهرجان إدنبرة في العاصمة الإسكتلندية، التي تم مقاطعتها عدة مرات من قبل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
وفي حديثه للصحفيين بعد الفعالية التي عقدت في نادي ستراند الكوميدي، قال سويني: "من الواضح تمامًا أن هناك إبادة جماعية في فلسطين، لا يمكن التشكيك في ذلك".
وأضاف: "لقد اطلعتُ على تقارير عن فظائع مروعة تُصنّف كإبادة جماعية. وقد عبّرتُ عن ذلك، ومن الواضح أن الأمر لم يصل إلى جميع هؤلاء الأفراد (المتظاهرين)، ولكن هذا هو شعوري".
إبادة جماعية
طوال عرض إدنبرة، وقفت مجموعات من المتظاهرين حاملين لافتات كُتبت عليها كلمة "إبادة جماعية"، وقاطعوا رئيس الوزراء الإسكتلندي، بينما منع فريق أمن سويني المتظاهرين من الاقتراب من المسرح.
ومع استمرار الفعالية، أصبحت المقاطعات أكثر قوة، إلى أن وقفت مجموعتان في الوقت نفسه، وهتفا في وجه أعلى مسؤول إسكتلندي بشعارات مثل "سموها إبادة جماعية".
وتشير "ذا جارديان" إلى أن تعليقات سويني "جاءت إثر ضغوط من داخل الحزب الوطني الإسكتلندي، بما في ذلك النواب المنتخبون في هوليرود ووستمنستر".
وحثّ ستيفن فلين، زعيم نواب الحزب الوطني الإسكتلندي التسعة في وستمنستر، الحكومة البريطانية على وصف ما حدث في قطاع غزة من انتهاكات بالإبادة الجماعية، خلال جلسة استماع في مجلس العموم قبل أسابيع.
وفي يوليو الماضي، وصفت السياسية الإسكتلندية المعارضة ميشيل أونيل تصرفات إسرائيل بأنها "إرهاب دولة"، مضيفة: "إنها وحشية.. إنها إبادة جماعية.. إنها خطأ".
انتقادات متعددة
تعرّضت الحكومة الإسكتلندية لانتقادات بسبب توفيرها الأموال للتدريب المهني في الشركات التي تصنع الأسلحة، في حين لا تقوم بتمويل تصنيع الذخائر بشكل مباشر.
وقال رئيس الوزراء إن الذراع التجارية للحكومة، وهي المؤسسة الإسكتلندية للمشاريع، لديها "أشد التقييمات صرامة يمكن تصورها بشأن غرض واستخدام الإنفاق العام في الشركات التي قد تكون مرتبطة بصناعات الدفاع".
وفي معرض إصراره على توفير التمويل اللازم للموظفين القادرين على تصنيع الذخائر، قال سويني: "نسعى لتمكين الشركات من تنويع أنشطتها، وهذا هو الهدف. ولهذا السبب، تُطبق عمليات التحقق من العناية الواجبة دون أي تحفظ".