الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قائمة الضغط على روسيا.. خيارات ترامب الأخيرة لوقف حرب أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
ترامب وبوتين

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة حاسمة من التوترات التي يشهدها العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطوات جديدة وحاسمة تهدف إلى إرغام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض بشأن الحرب في أوكرانيا.

وحسب تقرير تحليلي موسع، استعرض مركز الأبحاث الأمريكي "أتلانتك كاونسل" مجموعة من الخيارات الاستراتيجية المتاحة أمام ترامب للضغط على موسكو، حال مضت في سياساتها التصعيدية دون استجابة لوقف الحرب.

ضغوط المهلة

أعلن ترامب تقليص المهلة التي منحها سابقًا لروسيا لوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا من 50 يومًا إلى 10 أيام، مؤكّدًا أن الوقت لم يعد في صالح التريّث، قائلًا: "لا داعي للانتظار".

جاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في اسكتلندا، تضمن تلميحًا إلى إجراءات تصعيدية قريبة، من بينها فرض عقوبات إضافية على روسيا ورسوم جمركية مشددة على الدول التي تشتري النفط والغاز الروسي.

تسليح نوعي لأوكرانيا

وفقًا لـ"أتلانتك كاونسل"، فإن واحدة من أقوى الأوراق في يد ترامب تكمن في قدرته على تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا بشكل نوعي، يتجاوز ما قدمته إدارة بايدن.

ويقترح المركز الأمريكي أن تشمل هذه الخطوات إرسال صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي، وكذلك أسلحة هجومية مثل صواريخ "توماهوك" التي يتجاوز مداها 1000 ميل، إذا لم تتوقف روسيا عن قصف المدن الأوكرانية، خلال الأيام الـ10 المقبلة.

ويرى التقرير أن مثل هذه الخطوة قد تدفع ألمانيا أيضًا إلى إرسال صواريخ "توروس"، وتُمهّد الطريق لاتفاق أمريكي - أوكراني لإنتاج طائرات مسيّرة متطورة، بما يعزز قدرات كييف على ضرب خطوط الإمداد الروسية في شبه جزيرة القرم والمواقع اللوجستية بشرق أوكرانيا.

رسالة صاروخية لموسكو

بعد نجاح قمة الناتو الأخيرة في لاهاي، اعتبر "أتلانتك كاونسل" أن إدارة ترامب تمتلك فرصة ذهبية لبناء استراتيجية ردع متكاملة داخل الحلف، ويشمل ذلك إعلانًا واضحًا بأن أي طائرات روسية مسيّرة تحلّق فوق أجواء الناتو ولو في طريقها إلى أوكرانيا ستُعتبر أهدافًا معادية.

وسبق أن نشرت واشنطن أسلحة نووية بالمملكة المتحدة في خطوة رمزية تعزز من رسائل الردع الغربية لموسكو، ويُتوقع استمرار هذه السياسة حال فشل بوتين في الاستجابة للمهلة الجديدة.

تصعيد اقتصادي

وفي ما يُعد أحد أكثر محاور الضغط حساسية، لوّح ترامب بفرض تعريفات جمركية ثانوية على الدول التي تواصل شراء الهيدروكربونات الروسية، وعلى رأسها الصين والهند.

وأوضح التقرير أن هذا التهديد قد يزعزع الحوافز الاقتصادية الرئيسية التي تدعم الاقتصاد الروسي، في وقتٍ تعاني فيه موسكو تراجعًا كبيرًا في نموها وتضخّمًا في إنفاقها العسكري.

وبالإضافة إلى ذلك، تلجأ واشنطن إلى فرض عقوبات على الصين بعد العثور على طائرة روسية مسيّرة في أوكرانيا تحتوي على مكونات صينية. ومن بين الخطوات الأخرى المطروحة، تعزيز التعاون الدولي لوقف "أسطول الظل" الذي يهرّب النفط الروسي، ما يزيد من الضغط على عائدات موسكو.

ورقة الأصول المجمدة

يطرح "أتلانتك كاونسل" أحد أكثر الاقتراحات طموحًا، ويتمثل في تحويل قرابة 300 مليار دولار من الأصول الحكومية الروسية المجمدة، ومعظمها في أوروبا، إلى أوكرانيا.

هذه الخطوة، بحسب التقرير، ستكون كفيلة بتغطية احتياجات كييف العسكرية والاقتصادية لأكثر من 3 سنوات، وتُعد رسالة مباشرة لبوتين بأن الغرب قادر على تجاوز خطوطه الحمراء.

ويؤكد المركز أن ترامب أثبت قدرته على التفاوض القوي مع الشركاء الأوروبيين، وقد يتمكن من استخدام هذه القدرة لدفع الأوروبيين نحو الموافقة على هذه الخطوة الحاسمة.

ويختتم تقرير "أتلانتك كاونسل" بالتأكيد أن تطبيق هذه الإجراءات أو معظمها بسرعة وتتابع قد يُزعزع ثقة الكرملين بأن عامل الوقت يعمل لصالحه.

واعتبر المركز أن هذه هي اللحظة الأنسب للضغط على بوتين للجلوس إلى طاولة التفاوض والتوصل لتسوية سلام دائمة، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب نفسه قالها بصراحة: "لا داعي للانتظار".