الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لم يقدم بدائل أفضل من بايدن.. ترامب محبط من حروب بوتين ونتنياهو

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وسط تصاعد الأزمات العالمية في أوكرانيا وغزة، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحديات غير مسبوقة في سياسته الخارجية، إذ أخفقت علاقاته الشخصية الوثيقة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إحراز تقدم ملموس.

ووفقًا لشبكة "CNN" الأمريكية، يشعر ترامب اليوم بخيبة أمل عميقة، بعدما أدرك أن صداقاته القديمة لم تُترجم إلى حلول للأزمات، بل أصبحت عبئًا على طموحه نحو جائزة نوبل للسلام.

خيبات أمل ترامب

في سلسلة من المكالمات الهاتفية الأخيرة، عبّر ترامب عن إحباطه من نتائج اتصالاته مع الزعيمين المتورطين في الحرب، فقال عن بوتين: "أشعر بخيبة أمل كبيرة"، مشيرًا إلى استمرار الهجمات الروسية في أوكرانيا رغم محاولاته لإيقافها، وأضاف عن مكالمته مع نتنياهو: "كان الأمر مخيبًا للآمال إلى حد ما"، في ظل استمرار الحرب في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وعلى الرغم من إصراره سابقًا على أن بإمكانه إنهاء الحربين "خلال 24 ساعة"، يبدو ترامب الآن في موقف صعب، بعد أن فشل في تقديم بدائل أفضل من خصمه الرئيس جو بايدن، الذي لا يكف ترامب عن وصفه بـ"الفاشل في السياسة الخارجية".

صدامات خلف الكواليس

كشف ترامب أن بوتين يقول له شيئًا ثم يفعل نقيضه، واصفًا تصرفاته الأخيرة بـ"الجنون"، وبلغ استياء ترامب ذروته هذا الأسبوع، عندما قلّص المهلة التي منحها لبوتين للتوصل إلى وقف إطلاق نار من 50 إلى 10 أيام فقط، مهددًا بعقوبات اقتصادية "ثانوية" ورسوم جمركية قاسية.

ونقلت "CNN" عن مسؤول في البيت الأبيض أن قرار ترامب جاء نتيجة فشل المهلة الأولى في إعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات، معتبرًا أن تقليص المهلة خطوة تفاوضية تهدف لزيادة الضغط على الكرملين.

بوتين ونتنياهو
مأزق غزة

وفي ما يتعلق بالحرب في غزة، لم يخفِ ترامب انزعاجه من الصور التي شاهدها على التلفزيون لأطفال يعانون الجوع، التي دفعته إلى مواجهة نتنياهو مباشرة، وقال ترامب من اسكتلندا، حيث كان يزور ملاعبه: "إن لم تكن قاسي القلب، فسترى أن ما يحدث مروع للغاية، خاصة عندما ترى الأطفال".

وأكد مسؤولون في البيت الأبيض لـCNN أن ترامب كان مشغولًا بهذه الصور حتى قبل مغادرته واشنطن، وأن السيدة الأولى ميلانيا ترامب تأثرت بشدة بها، ولعبت دورًا رئيسيًا في تعديل موقف زوجها من الأزمة.

وعلى الرغم من العلاقة الطويلة بين ترامب ونتنياهو، فإن التوترات بينهما ظهرت إلى السطح مؤخرًا، خاصة بعد أن شاهد ترامب صورًا لغارات إسرائيلية على كنيسة كاثوليكية ومبانٍ مدنية، وعلى متن الطائرة الرئاسية في أثناء عودته من اسكتلندا، أقرّ ترامب بتأثره الشديد بما شاهده.

وبحسب شبكة CNN، فإن ترامب أبلغ نتنياهو صراحة بضرورة "التعامل مع الحرب بطريقة مختلفة"، وبينما اعتبر البعض أن هذا الموقف يمثل تحولًا جذريًا، شدد مسؤول في البيت الأبيض على أن "الانقسامات بين الزعيمين مبالغ فيها من قبل الإعلام"، مؤكدًا التزام ترامب بدعم إسرائيل.

رهان نوبل

في وقت سابق من هذا الشهر، قدّم نتنياهو لترامب رسالة ترشيح لجائزة نوبل للسلام خلال عشاء رسمي، إلا أن التطورات الأخيرة في غزة وسوريا بدّدت آمال ترامب في إحراز هذا الاعتراف العالمي، واعتبر مراقبون أن "نهج ترامب العاطفي والشخصي"، الذي شمل تبادل الرسائل النصية مع زعماء العالم بلغ حده الأقصى في وجه تعقيدات السياسة الدولية.

ولم يكن بوتين ونتنياهو وحدهما من خيّبا آمال ترامب، إذ تجاهل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون محاولاته الأخيرة لإعادة فتح قنوات التواصل، فيما فضّل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، التركيز على المصالح التجارية، رغم العلاقة الوثيقة التي جمعت الرجلين.

ضغوط دولية

في خضم هذه المعمعة، تحرك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، هذا الأسبوع، لحث ترامب على استخدام نفوذه في الضغط على نتنياهو من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وفقًا لمصادر "CNN"، وأكد ترامب لاحقًا أنه تحدث مباشرة مع نتنياهو حول الأمر.

وفي نهاية الأسبوع، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "هدنات إنسانية" في مناطق مكتظة بالسكان، مع فتح ممرات لقوافل المساعدات. ومع ذلك، استمرت العمليات العسكرية في مناطق أخرى، وسط مخاوف من استمرار المجاعة رغم هذه الهدنات.

وتُظهر التطورات الأخيرة أن الرهان على العلاقات الشخصية وحدها في حل النزاعات الدولية لا يكفي، فبينما أسفرت سياسة ترامب عن نتائج محدودة في بعض الملفات مثل حلف الناتو، إلا أنها فشلت حتى الآن في احتواء أكبر أزمتين تؤثران على الاستقرار العالمي.