الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العالم يفيق على كارثة.. أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف في غزة

  • مشاركة :
post-title
أسوأ سيناريو للمجاعة يتكشف في غزة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أطلقت مبادرة الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة تحذيرًا وُصف بأنه "الأشد حتى الآن"، مؤكدة أن "أسوأ سيناريو للمجاعة" بات يتكشف في قطاع غزة، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر وتصاعد الضغط الدولي على تل أبيب للسماح بدخول المساعدات الغذائية والإنسانية، يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع أعداد الضحايا وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر منذ نحو عامين.

تحذير أممي

قال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو الجهة الأممية المكلفة برصد مؤشرات الأمن الغذائي عالميًا، إن "حدة النزاع والنزوح قد اشتدت في غزة، بينما انخفض الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة"، وأضاف في بيانه أن "الأدلة المتزايدة تشير إلى أن الجوع وسوء التغذية والأمراض تؤدي إلى ارتفاع كبير في الوفيات المرتبطة بالجوع".

ورغم خطورة التحذير، أوضح التصنيف أن ما صدر لا يُعد "تصنيفًا رسميًا للمجاعة"، لكنه يهدف إلى لفت الانتباه العاجل إلى التدهور السريع في الوضع الإنساني، وأكد أن تحليلًا جديدًا للتصنيف الأمني الغذائي سيُجرى قريبًا، بناءً على أحدث المعلومات المتوفرة.

أرقام مقلقة

كشف التصنيف المرحلي المتكامل أن أكثر من 20 ألف طفل أدخلوا المستشفيات بين شهري أبريل الماضي ومنتصف يوليو الجاري لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد، فيما يعاني أكثر من 3 آلاف طفل من حالات حرجة.

وأشار التحذير إلى أن "استهلاك الغذاء في معظم أنحاء قطاع غزة وسوء التغذية الحاد في مدينة غزة قد وصل إلى حدود المجاعة"، ودعت الهيئة الأممية إلى اتخاذ "إجراءات فورية" لوقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.

مجاعة حقيقية

يتزامن التحذير مع تصاعد الضغوط على إسرائيل من قِبل المجتمع الدولي لكسر الحصار والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، حيث تتواصل الحرب منذ قرابة عامين، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن "هدنة تكتيكية يومية للعمليات العسكرية" في ثلاث مناطق بغزة للسماح بوصول المساعدات، وزعم الجيش أن هذه الخطوة تدحض ما وصفه بـ"الادعاء الكاذب بالتجويع المتعمد".

وسمحت إسرائيل أيضًا لبعض الدول بإسقاط المساعدات جوًا داخل غزة، غير أن الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثية اعتبرت هذه الوسيلة "باهظة الثمن وخطيرة وغير فعالة".

في تصريحات لافتة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في اسكتلندا: "هذا أمر يُشبه المجاعة، أراه ولا يمكن تزييفه، لذا، سنكون أكثر انخراطًا"، وأعلن عن نية الولايات المتحدة إقامة "مراكز غذائية" في غزة للتعامل مع الأزمة.

بدوره، عبّر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس عن صدمته من الصور القادمة من غزة، قائلًا خلال زيارة إلى كانتون، أوهايو: "لا أعلم إن كنتم قد شاهدتم هذه الصور. أطفال صغار يموتون جوعًا على ما يبدو". وأضاف أن "إسرائيل يجب أن تفعل المزيد للسماح بدخول المساعدات"، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة "محاربة حماس لوقف عرقلة دخول الغذاء".

ارتفاع هائل في الضحايا

أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن عدد الشهداء جراء الحرب المستمرة قد تجاوز 60 ألف شخص، منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على القطاع في أعقاب عملية 7 أكتوبر 2023.

وذكرت الوزارة أن 113 شخصًا لقوا مصرعهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 60034 شهيدا، وتشير الوزارة إلى أن معظم الشهداء هم من النساء والأطفال، وهو ما تؤكده أيضًا تقارير الأمم المتحدة، رغم أن إسرائيل ترفض هذه الأرقام وتعتبرها "مبالغ فيها"، متهمة حماس باستخدام المدنيين كـ"دروع بشرية".

ولا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض، ما يعني أن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أعلى بكثير.

اعتراف إسرائيل بالإبادة

في تطور غير مسبوق، اتهمت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان الحكومة الإسرائيلية بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وقالت منظمة "بتسيلم" إنها توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد مراجعة سياسات إسرائيل في القطاع والتصريحات الصادرة عن قادتها السياسيين والعسكريين، إضافة إلى النتائج "المروّعة" للهجمات المستمرة.

منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل" (PHRI) انضمت أيضًا إلى الاتهامات، ووصفت ما يجري بأنه "إبادة ممنهجة للنظام الصحي في غزة"، ونشرت المنظمة تحليلاً قانونيًا وطبياً يدعم هذا التوصيف.

من جانبه، رفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر هذه الاتهامات، قائلًا إن "حرية التعبير مكفولة في إسرائيل، لكننا نرفض هذه المزاعم رفضًا قاطعًا". وأكد أن تل أبيب سمحت بدخول المساعدات إلى القطاع رغم ظروف الحرب.