الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجاعة غزة تطلق نفير الإنقاذ العاجل في العالم

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيون يطالبون بتوفير الطعام من مطبخ خيري في مدينة غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

المجاعة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة، جراء الحصار المطبق الذي يفرضه جيش الاحتلال، وحرمان أكثر من مليوني شخص من الغذاء والدواء، بالتوازي مع قصف لا يتوقف، جميعها عوامل أشعلت موجة عالمية من الاستنكار والغضب، والدعوات العاجلة للإنقاذ من دول غربية لطالما تعاطفت مع إسرائيل.  

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ستجري مكالمة طوارئ، اليوم الجمعة، للتحدث عن الظروف المتدهورة في غزة مع تحذير أكثر من 100 منظمة إغاثة من أن المجاعة الجماعية تقترب بسرعة من القطاع.

قال ستارمر: "إن المعاناة والمجاعة التي يشهدها قطاع غزة لا توصف ولا يمكن تبريرها. ورغم خطورة الوضع منذ فترة، إلا أنه وصل إلى مستويات غير مسبوقة ويستمر في التدهور. إننا نشهد كارثة إنسانية".

وأضاف: "سنناقش ما يمكننا فعله بشكل عاجل لوقف القتل وتوفير الغذاء الذي يحتاجه الناس بشدة، مع اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لبناء سلام دائم. نتفق جميعًا على الحاجة الملحة لإسرائيل لتغيير مسارها والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة دون تأخير".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، إنه "من الضروري بناء دولة فلسطين، وضمان قدرتها على البقاء وتمكينها".

وأضاف: "يجب وقف إطلاق النار فورًا، والإفراج عن جميع المحتجزين، وتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لسكان غزة".

وشدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، في بيان اليوم الجمعة، على ضرورة بذل كل جهد ممكن لحماية حياة الأبرياء وإنهاء معاناة وتجويع شعب غزة.

وذكر تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن غزة لم تشهد جوعًا بهذه الوحشية من قبل، رغم التحذيرات المستمرة منذ عامين من مجاعة وشيكة. واليوم، لا يتبقى في القطاع سوى فريقين طبيين فقط مختصين بالأطفال، بينما يتوافد إلى المستشفيات نحو 200 طفل يوميًا بحثًا عن علاج.

وسجلت غزة 43 حالة وفاة بسبب الجوع خلال ثلاثة أيام فقط هذا الأسبوع. وشهدت الأوضاع على الأرض نقصًا كارثيًا في الغذاء، وهو ما تؤكده شهادات الأهالي والأطباء، إلى جانب بيانات رسمية صادرة عن الحكومة الإسرائيلية ذاتها، ومؤسسة غزة الإنسانية، والأمم المتحدة.

وفي بيان مشترك، حذرت أكثر من 100 منظمة إغاثة من أن موظفيها "يموتون جوعًا أمام أعينهم"، مؤكدة أن المجاعة باتت تنتشر بشكل جماعي في جميع أنحاء غزة.

من جانبه، قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جبريسيوس: "نسبة كبيرة من سكان غزة يعانون من الجوع.. لا أعرف كيف يمكن تسمية هذا الوضع سوى أنه مجاعة جماعية من صنع الإنسان".

وفي بيان مشترك صدر الاثنين الماضي، أدانت 28 دولة غربية من بينها فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وإيطاليا وأستراليا، الحصار الإسرائيلي، ودعت إلى إنهاء الحرب فورًا.

ومنعت إسرائيل دخول المواد الغذائية إلى غزة بشكل شبه كامل منذ مارس الماضي، وعندما خُفف الحصار جزئيًا في شهر مايو، لم تكن الكميات المسموح بإدخالها كافية حتى لتأمين الحد الأدنى من الحصص الغذائية الضرورية لبقاء 2.1 مليون فلسطيني على قيد الحياة.

واستشهد أكثر من ألف شخص في غزة بنيران إسرائيلية قرب مواقع توزيع المساعدات في غزة، وفقًا للأمم المتحدة.

وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن موظفيه في الخطوط الأمامية يُغمى عليهم من الجوع، مع استمرار ارتفاع عدد الأشخاص الذين يموتون جوعًا في غزة.

وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الخميس: "هذه الأزمة المتفاقمة تؤثر على الجميع، بمن فيهم أولئك الذين يحاولون إنقاذ الأرواح في القطاع الذي دمرته الحرب.. فعندما لا يجد القائمون على الرعاية ما يكفي من الطعام، ينهار النظام الإنساني بأكمله".

وتوفي ما لا يقل عن 45 شخصًا جوعًا في الأيام الأربعة الماضية. وتلقي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة باللوم على الحصار الإسرائيلي المفروض على جميع المساعدات تقريبًا في نقص الغذاء.

وقال لازاريني في بيان، إن أحد زملائه في القطاع أخبره: "الناس في غزة ليسوا أمواتًا ولا أحياء، إنهم جثث تمشي".