* أطمح لإيصال صوتي إلى العالمية وفخور بلقب "سفير الأغنية الشعبية"
* اختياراتي الغنائية تنطلق من البيئة والروحانية والتراث الأردني
يمزج الفنان الأردني عيسى السقار، إرث الأغنية التراثية الذي يمثل جزءًا من ذاكرة وطنه بالألوان الحديثة من الغناء، ليقع الاختيار عليه للمشاركة في فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، ليكشف عن كواليس تحضيراته للحفل الذي سينطلق السبت المقبل، على المسرح الجنوبي الذي سيعتليه لأول مرة.
تحدٍ جديد
أعرب "السقار" عن فخره باختياره للمشاركة في المهرجان، ليقول عن ذلك في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية": "لي الشرف أن أكون أحد نجوم هذا المهرجان العريق، ومشاركتي فيه فخر كبير أعتز به، جاء هذا الاختيار نتيجة للنجاحات التي تحققت العام الماضي، إذ استطعنا أن نكون عند حسن ظن الجمهور، سواء داخل الأردن أو في الوطن العربي".
وعن ارتقائه خشبة المسرح الجنوبي لأول مرة، قال: "رغم أنني شاركت سابقًا في مهرجان جرش، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي أعتلي فيها خشبة المسرح الجنوبي، وهو ما يمثل لي تحديًا حقيقيًا ومسؤولية مضاعفة لما لهذا المسرح من رمزية وما يتميز به من حضور جماهيري واسع. بالنسبة لي اختبار فني كبير، وأتمنى أن أكون عند ثقة الجمهور كما كنت دائمًا على المسرح الشمالي".
أما عن شعار الدورة الحالية "هنا الأردن.. ومجده مستمر"، فاعتبره "السقار" ترجمة حقيقية لهوية الأردن الثقافية، موضحًا: "(شعار هنا الأردن.. ومجده مستمر) يحمل رسالة قوية تعكس عراقة الأردن وقدرته المستمرة على إنتاج الفعل الثقافي والفني، وتأكيد حضوره في الساحة العربية من خلال الأصوات والمواهب والفعاليات التي يشهدها المهرجان عامًا بعد عام".
مفاجآت غنائية
وعن الاستعدادات الفنية للحفل، كشف "السقار" عن عمل دؤوب لتقديم ليلة فنية استثنائية، قائلًا: "نجهز لحفل مميز سنقدم فيه باقة من الأغاني التي يحبها الجمهور ويتفاعل معها، وتلقى رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مفاجآت خاصة للجمهور. كما أنني أطلقت أخيرًا ثلاث أغانٍ منفردة بأسلوب موسيقي جديد ومختلف، سأقدّمها لأول مرة خلال الحفل، وأعد الجمهور بليلة فنية مميزة، تليق بجمهور المسرح الجنوبي، وباسم مهرجان جرش الذي يُشكل منبرًا للفن الأردني والعربي الأصيل".
بيئة روحانية وتراث أصيل
فيما يخص اختياراته الغنائية، أوضح أنه لا يترك شيئًا للصدفة، بل ينطلق من إحساسه العميق بروح الجمهور وارتباطه بالتراث، قائلًا: "اختياراتي الغنائية تنطلق من البيئة والروحانية والتراث الأردني الأصيل، الذي يتمتع به الجمهور ويتفاعل معه. حين أدخل الاستوديو أعيش مع اللحن والنغم أولًا، وأحرص على أن تحمل كل أغنية بصمتي الخاصة، حتى وإن اختلفت في الشكل، لكنها تظل وفية للإيقاع الشعبي الأردني الذي أحبه الناس مني".
ووصف نمطه الغنائي بمدرسة "السهل الممتنع"، موضحًا: "اختيار الأغنية بالنسبة لي مهمة صعبة، لكن عندما تصل الجمهور، تصل ببساطة وسلاسة، وهذا هو التحدي الحقيقي. الأغنية تبدو سهلة على الأذن، لكنها دقيقة في بنائها ومخلصة للهوية التي أؤمن بها".
وتابع: "الجمهور يحب أن يسمعني باللون الذي عرفني به، ويجد في أسلوبي امتدادًا لذاكرته ووجدانه الشعبي. لهذا السبب أطلق عليّ الجمهور العربي في الولايات المتحدة لقب "سفير الأغنية الشعبية"، خلال جولة فنية عام 2018، وهو لقب أعتز به كثيرًا، وأحمله كوسام على صدري، لأنه يمنحني مسؤولية الاستمرار في تقديم هذا اللون بصدق واحترافية".
التراث.. هوية ومسؤولية
يرى "السقار" أن تمثيل الأغنية الأردنية في المحافل الكبرى يتجاوز الأداء الفني، ليصبح مسؤولية وطنية ترتبط بالهوية والثقافة، وقال: "عندما يعتلي الفنان الأردني خشبة المسرح ليقدم الأغنية الأردنية أو الأغنية التراثية، فهو يتحمّل مسؤولية كبيرة، لأن هذه الأغاني ليست سهلة كما يظن البعض، بل معقدة في تركيبتها، ومتنوعة في إيقاعاتها وخطواتها. كل 15 أو 20 ثانية يجب أن يكون هناك تغيير وتجديد في المقاطع، وهذا يتطلب تركيزًا واحترافًا عاليًا".
وأضاف: "عندما أؤدي الأغنية التراثية أشعر بالفخر، لأنني أُسهم في الحفاظ على تراثنا الغنائي الأصيل، الذي يمثل تاريخنا وهويتنا، وهو ما أعتبره واجبًا وطنيًا قبل أن يكون مهمة فنية".
وشدد على أهمية الحفاظ على رمزية الأغنية التراثية، قائلًا: "نحن نحرص دائمًا على الحفاظ على الشكل والهوية والرمز الذي نعمل من خلاله، لأنه يمثلنا كفنانين وكأردنيين. وأشعر بفخر كبير أنني أمثّل الهوية الأردنية في كل عمل أقدمه".
الوصول إلى العالمية
لا يتوقف طموح "السقار" عند حدود بلاده، بل يسعى للوصول بصوته إلى أوسع جمهور ممكن، وقال: "طموحاتي عالية دائمًا، وأتمنى أن أقف على أكبر المسارح على مستوى العالم، وأمثل اللون الذي أحبني الجمهور من أجله، وأوصل هذا اللون إلى أكبر قاعدة جماهيرية، وأن أكون من أبرز المتميزين في هذا اللون الغنائي على الصعيد العالمي".
وأشار إلى تأثره بالموسيقى الخليجية والعربية عمومًا، موضحًا: "أستلهم كثيرًا من اللون الخليجي لأنه قريب منا ثقافيًا، وأتعلم منه الكثير من الثقافات الجديدة والمختلفة. ولا يفوتني أن أُعبر عن احترامي الكبير للموسيقيين المصريين الذين طوروا الفن كثيرًا وأثروا أرواحنا بموسيقاهم العزيزة".
وفي ظل الأزمات والتوترات التي تشهدها المنطقة، شدد على أهمية دور الفنان كرسول للسلام، قائلًا: "دائمًا ما يكون للفنان دور كبير في إيصال رسالته من خلال صوته، خاصةً عندما تكون هناك توترات في الوضع العام. أدعو الله أن يرفع كل كرب عن الجميع، وأن يعم السلام والمحبة في كل مكان".
ويؤكد الفنان الأردني أن الفن يجب أن يظل منبرًا للإنسانية، قائلًا: "الفنان بطبيعته يحمل روح السلام، ويحاول أن يبتعد عن القضايا السياسية، لأن الفن يجب أن يبقى منبرًا للإنسانية والجمال، لكن إذا كانت هناك رسالة مهمة تستدعي التعبير عنها عبر الفن، فإننا بالتأكيد نقدمها".