الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضريبة الحرب على غزة.. تفاقم أزمات الصحة النفسية بين جنود الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

كشفت بيانات جديدة صادرة عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن توقعات قاتمة بحلول عام 2028، إذ تتوقع إدارة إعادة التأهيل التابعة للوزارة رعاية نحو 100 ألف من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الجرحى والمعاقين، يواجه نصفهم على الأقل تحديات في الصحة العقلية.

وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، منذ 7 أكتوبر، عالجت وحدة إعادة التأهيل 18.500 جندي، منهم 3.769 جنديًا مُعترفًا بتعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة.

وحذّر المسؤولون من أن الخسائر النفسية ستستمر في التزايد حتى بعد انتهاء الحرب على غزة. وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية للصحيفة: "إنه بمجرد انتهاء الحرب، سيُشكّل هذا تحديًا وطنيًا لنا".

ويخضع حاليًا أكثر من 10 آلاف جندي لعلاج نفسي ناتج عن صدمات الحرب، ويجري حاليًا تشخيص إصابة نحو 9 آلاف جندي إضافي باضطراب ما بعد الصدمة.

تمثل هذه الأرقام زيادة غير مسبوقة مقارنةً بجولات القتال السابقة. ففي عملية الجرف الصامد عام 2014، تم تشخيص إصابة 159 جنديًا فقط باضطراب ما بعد الصدمة. في المقابل، تم تشخيص إصابة 1.430 جنديًا عام 2023 وحده.

وفي عام 2024، ارتفع العدد بشكل حاد ليصل 2210 جنود مُعترف بهم رسميًا باضطراب ما بعد الصدمة، مُسجلًا أعلى زيادة سنوية منذ بدء التسجيل. من بين هؤلاء الجنود الـ1600 المُعترف بهم العام الماضي، كان هناك 1512 رجلًا و88 امرأة.

ويشمل هذا التوزيع 693 مجندًا - جنودًا شبابًا أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة بسبب الحرب على غزة - و144 جنديًا محترفًا، و184 جنديًا احتياطيًا، ونحو 500 من فئات عسكرية أخرى.

وأشارت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن ما يقرب من نصف الجنود الجرحى، البالغ عددهم 18.500 جندي، منذ 7 أكتوبر، هم دون سن الثلاثين، وكثير منهم من جنود الاحتياط ذوي عائلات شابة.

وأدى هذا التدفق إلى إجهاد موارد الصحة النفسية. واعترف مسؤول: "لدينا أخصائي اجتماعي واحد لكل 750 من المحاربين القدامى ذوي الإعاقة، ما يجعل من المستحيل تقديم رعاية شخصية للجميع".

كما تواجه إسرائيل نقصًا في الأطباء النفسيين على مستوى البلاد. ولتلبية الطلب، افتتحت إدارة إعادة التأهيل أكثر من 10 مراكز تأهيل، و4 بيوت متوازنة بالقرب من مستشفيات الأمراض النفسية كبدائل للعلاج في المستشفيات، وحتى وحدات متنقلة للصحة النفسية تستجيب للأزمات، بما في ذلك محاولات الانتحار بجميع أنحاء إسرائيل.

وتشير الصحيفة العبرية إلى أن العبء المالي للحرب على قطاع غزة هائل، إذ تُخصَّص مليارات الشواكل لبرامج الصحة النفسية بدلًا من الدعم العسكري التقليدي كالصالات الرياضية والمعدات. ويُطلب الآن من المانحين الدوليين تمويل مبادرات إعادة التأهيل والصحة النفسية.

وأضافت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن التأثير النفسي على المحاربين القدامى يتجلى اقتصاديًا أيضًا. فأكثر من 12.000 جندي في الخدمة الفعلية والاحتياط لم ينقطعوا عن وحدات وكتائب جيش الاحتلال الإسرائيلي القتالية فحسب، بل لم يعودوا أيضًا جزءًا من القوى العاملة أو يواصلون مسيرتهم المهنية. وهذا يعني أن الاقتصاد يتضرر أيضًا".

وذكرت الوزارة: "نتلقى شهريًا اتصالات من جنود سابقين يقولون إن المعارك في غزة، فضلًا عن القتلى، تسبب لهم ضائقة نفسية شديدة تتعلق بأحداث سابقة عاشوها في أثناء خدمتهم".