أثار إعلان البيت الأبيض، تشخيص الرئيس دونالد ترامب بالإصابة بقصور وريدي مزمن، تساؤلات حول سبب المرض وأعراضه، إلى جانب تاثيره على أدائه مهام عمله، إذ إنه طالما أكد تمتعه بصحة جيدة.
كشف البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي يُعاني من حالة طبية في عروقه تُسمى "القصور الوريدي المزمن"، وخلال مؤتمر صحفي أمس الخميس، صرحت السكرتيرة الصحفية بأن ترامب -البالغ من العمر 79 عامًا- لاحظ تورمًا في ساقيه، ما استدعى فحصه لدى طبيبه الذي شخّص الحالة.
كما صُوِّر ترامب مؤخرًا ببقع من المكياج على ظهر يده، وأوضح البيت الأبيض "أن هذه البقع لا علاقة لها بحالة الوريد، بل هي كدمات ناتجة عن كثرة المصافحة".
حالة شائعة
تُعد حالة ترامب "حميدة وشائعة"، خاصةً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 70 عامًا، وفقًا لبيان صحفي صادر عن طبيب البيت الأبيض شون باربابيلا.
يحدث القصور الوريدي المزمن عندما لا تسمح أوردة الساق للدم بالتدفق عائدًا إلى القلب، ما يؤدي إلى تجمعه في الأطراف السفلية.
يتحرك تدفق الدم الطبيعي من الساقين إلى القلب عكس اتجاه الجاذبية، وهو ما قد يصبح عملية صعبة لدى كبار السن، وقد يكون هذا بسبب ضعف صمامات الأوردة، وهو أمر قد يحدث مع التقدم في السن.
أعراض متفاوتة
عندما يتجمع الدم في الساقين بسبب قصور وريدي مزمن، فقد يُسبب تورمًا مشابهًا للتورم الذي ظهر في كاحلي ترامب في صوره الأخيرة.
وقد يُصاحب ذلك أيضًا ألم وحكة، أو في الحالات الأكثر خطورة، قد يُصاحبه تغيرات في الجلد أو قرح أو نزيف أو تخثر وريدي عميق، وهو تخثر الدم في الساق.
صرح الدكتور ماثيو إدواردز، رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في جامعة ويك فورست، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قائلًا: "قد يرتبط هذا بحالات خطيرة، ولكنه في حد ذاته ليس حالة خطيرة، وهو أمر شائع جدًا".
وأضاف: "أعتقد أن نسبة من هم في مثل سن ترامب، تتراوح بين 10% و35%، سيُصابون به".
ويقول الخبراء إن المخاطر الأخرى تشمل زيادة الوزن، ووجود تاريخ من جلطات الدم، والعمل في وظائف تتطلب من المرضى الوقوف لفترات طويلة.
فحص شامل
أشار "باربابيلا" إلى أن ترامب خضع لفحص شامل كشف عن قصور وريدي مزمن، وذكر: " أنه لم يكن هناك أي دليل على وجود جلطة وريدية عميقة أو مرض شرياني"، مؤكدًا أن "الرئيس الأمريكي لا يزال يتمتع بصحة ممتازة".
وأضاف أن الفحوصات أظهرت أيضًا بنية ووظيفة قلبية طبيعية"، مشيرًا إلى "عدم رصد أي علامات على قصور في القلب أو اختلال كلوي أو أمراض جهازية".
كما لاحظ باربابيلا وجود كدمات على ظهر يد ترامب، والتي لُوحظت في صور حديثة، وأحيانًا ما كانت تُغطى بالمكياج.
وقال: "هذا يتوافق مع تهيج الأنسجة الرخوة الطفيف الناتج عن المصافحة المتكررة واستخدام الأسبرين، الذي يُؤخذ كجزء من نظام وقائي قياسي لأمراض القلب والأوعية الدموية".
وصرح البروفيسور إيان تشيتر، رئيس جمعية الأوعية الدموية في بريطانيا العظمى وأيرلندا، لـ"بي بي سي"، بأن هذا الأمر ممكن، موضحًا أن هذه الحالة "نادرًا ما تُهدد الحياة".
طرق للتخفيف
قالت جمعية جراحة الأوعية الدموية الأمريكية إن هذه الحالة قد تسبب ثقلًا في الطرف المصاب، بالإضافة إلى تورم وألم.
في بعض الحالات، قد يسبب القصور الوريدي المزمن تقلصات مؤلمة وتشنجات وتقرحات في الساق.
وأضاف "تشيتر" أن هذه الحالة قد تؤدي أيضًا إلى انخفاض في الحركة والأنشطة البدنية.
يمكن أن يساعد ارتداء جوارب ضاغطة طبية مصممة خصيصًا في إدارة الحالة، كما يوصي الخبراء المرضى برفع أرجلهم ليلًا واستخدام غسول.
صحة جيدة
دأب الرئيس الأمريكي على الترويج لصحته الجيدة، ووصف نفسه ذات مرة بأنه "أكثر الرؤساء صحةً على الإطلاق".
في أبريل، خضع ترامب لأول فحص طبي سنوي له في ولايته الرئاسية الثانية، وصرح باربابيلا في مذكرة آنذاك: "لا يزال الرئيس الأمريكي يتمتع بصحة ممتازة، ويُظهر أداءً قويًا في وظائف القلب والرئة والجهاز العصبي والجسم بشكل عام".
كشف هذا التقييم الصحي أن الرئيس يتناول عدة أدوية للتحكم في مستوى الكوليسترول بالإضافة إلى الأسبرين للوقاية من أمراض القلب وعلاج بعض الأمراض الجلدية.