الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بينهم آلاف الضباط الصغار.. أبرز الخسائر في صفوف الجيش الروسي خلال الحرب

  • مشاركة :
post-title
جنازة ضابط بالجيش الروسي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تكبدت روسيا خسائر كبيرة في عدد القادة الذين لقوا حتفهم منذ انطلاق الحرب على أوكرانيا، إما عن طريق الاغتيال أو الاستهداف المباشر على جبهة القتال، وصل عددهم إلى الآلاف، ما بين جنرالات كبار ورتب عسكرية أدنى وصولًا إلى فئة ملازم.

وكان أحدث هؤلاء الضباط، هو نائب قائد البحرية الروسية اللواء ميخائيل جودكوف، بحسب وكالة تاس الروسية، والذي قُتِل إلى جانب نائبه و 22 من الجنود، نتيجة غارة جوية أوكرانية بصواريخ هيمارس الأمريكية، استهدفت مقر الكتيبة في منطقة كورسك الروسية.

دور محوري

وفي أحدث إحصائية، وفقًا لصحيفة ميدازونا الروسية، تبيَّن أن أكثر من 5 آلاف ضابط قُتِلوا منذ انطلاق الحرب في عام 2022، بينهم 10 جنرالات و524 ضابطًا برتبة مقدم وعقيد، ولكن الخسائر الأكبر كانت في صفوف صغار الضباط، وكان معظمهم برتبة ملازم أو نقيب.

وبسبب الهيكل الوظيفي للجيش الروسي، يؤدي صغار الضباط دورًا محوريا في ساحة المعركة، إذ يطلب منهم تدريب فصائلهم أو كتائبهم، وتحديد كيفية عمل الجنود بدقة على خطوط المواجهة، ومع افتقار الجيش الروسي لضباط الصف المتدربين، بات الضباط الصغار هم من يقودون العمليات التكتيكية في ساحة المعركة بدلًا من توجيهها عن بعد.

قائدان في الجيش الروسي لقيا حتفها مع بداية الحرب
شلل كبير

وبحسب البيانات، يقترب عدد الضحايا بين الضباط الصغار من 4 آلاف شخص، وهو ما أدى إلى شلل كبير في القيادة، وانقطاع الإمدادات ووجود صعوبات في التواصل بين فروع الوحدات، خاصة المدفعية، ما زاد من خسائر الوحدات، وتعرضت الكتائب لما يعرف للنيران الصديقة.

وتبيّن من خلال التحليل، أنه حتى مايو الماضي، أودت الحرب بحياة 144 عقيدًا و380 مقدمًا في القوات الروسية، كان العديد منهم يقودون وحدات من القوات الخاصة وأفواج النخبة، وتوفى معظمهم في الأشهر الأولى من الحرب، ويرجع سبب وفاتهم إما بسبب أخطاء فادحة، أو بسبب نقص الرعاية الطبية في مواقع القتال.

خط المعركة

وبالنسبة للجنرالات، فقدت روسيا منذ بداية الحرب ما لا يقل عن 10 جنرالات، كان أغلبهم على بعد خطوات فقط من خط المعركة، حيث كان وجودهم يهدف إلى تسريع عمليات اتخاذ القرارات وتعويض ما يعرف باسم "الثغرات اللوجستية"، ونقص خطوط الاتصال المشفرة، والقيام بالتخطيط العملياتي على أرض المعركة.

ومن أشهرهم الجنرالان الروسيان اللواء سيرجي جورياتشيف ونائب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الفريق أوليج تسوكوف، اللذان قُتِلا في صيف عام 2023 عبر ضربات صاروخية دقيقة، بينما توفيَّ جنرالان آخران نتيجة أخطاء الجنود، هما اللواء فلاديمير زافادسكي، بعدما داس على لغم، بينما قُتِل اللواء بافيل كليمينكو، بعد سقوطه من دراجة نارية أثناء محاولته الفرار من طائرة درون.

طريق الاغتيالات

ولكن مع نهاية عام 2024، كان الجنرالات الروس على موعد مع طريقة جديدة للاستهداف، والتي كانت تتم عن طريق الاغتيالات، منهم اللواء إيجور كيريلوف، رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي، الذي قُتِل بالقرب من منزله بعد تفجير دراجة نارية مفخخة عند مدخل المبنى.

كما قُتل نائب رئيس مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة، الفريق ياروسلاف موسكاليك، بالقرب من منزله في 25 أبريل 2025، نتيجة انفجار سيارة متوقفة بالقرب من المنزل، بينما توفي ثلاثة جنرالات سابقين أثناء وجودهم في السجن، حيث كانوا يقضون عقوبات بتهمة الرشوة.

انخفاض كبير

ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن التحليل كشف عن أن أعداد القتلى في صفوف القادة انخفض بشكل كبير، بعدما أثبتوا قدرتهم على التعلم السريع والتعافي من الخسائر، بجانب سرعة قيام الجيش الروسي بملء الفراغات في المناصب القيادية عن طريق الضباط الاحتياط الذين قاتلوا في أفغانستان والشيشان وسوريا.

ومع مرور الوقت، كانت نسبة الخسائر في صفوف الضباط في بداية الحرب بلغت 20% من إجمالي القتلى، ومع تقليص العمليات التكتيكية المعقدة التي شارك فيها قادة وحدات النخبة وصل عدد الخسائر في صفوفهم إلى 10%، وبحلول مايو 2025، وصلت نسبة الخسائر 3% فقط.