أحدث الهجوم الأوكراني من خلال عملية "شبكة العنكبوت"، خوفًا روسيًا على مقاتلاتها الثمينة، دفعها إلى نقل طائراتها الحربية الأكثر قيمة إلى قاعدة جوية نائية في أقصى شرق البلاد، بعد أن أدى هجوم مفاجئ بطائرة بدون طيار أوكرانية إلى تدمير أسطولها من القاذفات الاستراتيجية، بحسب "تليجراف" البريطانية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن طائرتين من طراز توبوليف تو-160 تم نقلهما على بعد 4000 ميل من خطوط المواجهة إلى قاعدة أنادير الجوية البعيدة، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الجو والبحر.
يقع المطار في شبه جزيرة تشوكوتكا المهجورة، على بعد حوالي 410 أميال من ألاسكا، وتم إنشاؤه أثناء الحرب الباردة للدفاع عن روسيا من الهجمات الأمريكية المحتملة.
تستطيع قاذفات تو-160 الأسرع من الصوت حمل أسلحة نووية، وهي الأغلى في ترسانة روسيا بلا منازع، إذ يبلغ سعر الواحدة منها حوالي 500 مليون دولار، مقارنة، بقاذفة بي-52 ستراتوفورتريس، التي يرتكز عليها الركيزة أسطول القاذفات الأمريكي، بنحو 94 مليون دولار للقاذفة.
بالإضافة إلى ارتفاع سعرها، تُعدّ طائرات تو-160 نادرة، ويُعتقد أن روسيا لا تملك سوى 16 هيكلًا عاملًا، وقد صرّحت أوكرانيا بأنها ألحقت أضرارًا ببعضها في هجمات شبكة العنكبوت.
وقال جاستن برونك، الباحث في مجال القوة الجوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لصحيفة "آي" إن الصور القادمة من قاعدة أنادير قد تشير إلى أن موسكو تحاول تقليل خطر وقوع المزيد من الهجمات بطائرات بدون طيار.
كانت الضربات التي شُنت في الأول من يونيو، والتي أطلق عليها اسم "عملية شبكة العنكبوت"، نتيجة 18 شهرًا من التخطيط الدقيق من قبل جهاز الأمن الأوكراني (SBU)، والذي أصدر يوم الأربعاء مقطع فيديو يوضح بالتفصيل كيفية تنفيذ الضربات. إذ وُضعت هذه الطائرات بدون طيار داخل كبائن خشبية معدلة مثبتة على الجزء الخلفي من الشاحنات، ثم نقلها إلى مواقع بالقرب من أهدافها بواسطة سائقين لم يكونوا على دراية بحمولتهم على ما يبدو.
وبمجرد الاقتراب من القواعد الجوية، أطلقت الكابينة الطائرات بدون طيار لمهاجمة الطائرات الموجودة في القواعد.
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن الردع النووي لموسكو لم يتعرض لأضرار كبيرة، وأن المعدات المتضررة يمكن استعادتها وسيتم ذلك.
لكن خبراء قالوا إن الأمر سيستغرق سنوات حتى تتعافى روسيا من الهجوم، الذي قدر المسؤولون الأوكرانيون أنه تسبب في أضرار بقيمة 7 مليارات دولار.
ويعتقد أن عدة قاذفات من طراز تو-95 وتو-22 تم تدميرها خلال العملية، وقالت كييف الأسبوع الماضي إن روسيا استخدمت طائرة من طراز توبوليف 160 لشن ضربة جوية ضد أوكرانيا.
وزعمت أن هذا يشير إلى نقص في طائرات تو-95 وتيو-22، حيث تستخدم موسكو عادة هذه النماذج القديمة للضربات بدلاً من طائرات تو-160 الأكثر تكلفة ونادرة.