الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خيوط المعركة الخفية.. حرب الجواسيس تتسع بين إيران وإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
حرب الجواسيس تتسع بين إيران وإسرائيل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وسط ركام حرب لم تكد تطفئ نيرانها ومعارك استخباراتية تتجاوز حدود الجغرافيا، كشفت طهران عن فصل جديد في المواجهة الخفية مع إسرائيل، وإعلان الحرب على "الخلايا النائمة"، التي تحمل أجهزة اتصال وأوامر عبر تطبيقات مشفّرة، وتعمل تحت رعاية الموساد ووكلاء استخبارات غربية أخرى.

اعتقال أكثر من 20 عميلًا

في ساعة متأخرة من مساء اليوم الخميس، أعلن الحرس الثوري الإيراني اعتقال 26 مشتبهًا به في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، يُشتبه بتورطهم في أنشطة تجسس لصالح إسرائيل، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية.

وبحسب تصريح لنائب مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري، فقد تم ضبط معدات تقنية وعسكرية وأجهزة اتصال كانت بحوزة المعتقلين، وهو ما يعزز فرضية ارتباطهم بشبكات تجسس خارجية.

البيان الصادر عن وزارة الاستخبارات الإيرانية أكد أن بعض الموقوفين يرتبطون بأجهزة استخبارات أجنبية، تحديدًا الموساد الإسرائيلي، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، ووكالة الاستخبارات البريطانية "MI6".

وأضافت الوزارة أن العملية استندت إلى "شبكات استخباراتية متعددة" تمكنت من جمع "معلومات سرية واستراتيجية عالية الحساسية"، وأن "التقارير المفصلة ستُعلن الأيام المقبلة وفقًا للظروف الأمنية".

معركة ضارية

وصفت وزارة الاستخبارات الإيرانية هذه الحملة بأنها "معركة ضارية مع الأعداء في الطبقات الخفية من جبهة القتال"، ويبدو أن المواجهة لم تقتصر على خوزستان، إذ أعلن المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد منتظر المهدي، اعتقال جاسوس آخر في مترو طهران.

وبعد تفتيش هاتفه المحمول، تبيّن أنه صور مواقع عسكرية حساسة، مستخدمًا شريحة إلكترونية سرية، وأرسل الصور إلى جهات مجهولة، كما عُثر على تعليمات مكتوبة باللغة العبرية داخل الهاتف، ما عزز الشبهات حول ارتباطه بجهاز الموساد، بحسب "المهدي".

إعدامات الجواسيس

تزامنًا مع هذه الحملة، أعلنت السلطات الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص آخرين أُدينوا بالتجسس لصالح إسرائيل، ووفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية، فقد نُفذ الحكم بحق إدريس عالي، وآزاد شجاعي، ورسول أحمد، بعد إدانتهم بتهمة "التعاون مع حكومات أجنبية معادية"، و"التجسس لصالح النظام الصهيوني".

تشير خلفية هذه الاعتقالات إلى الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، واستمرت 12 يومًا قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف إطلاق النار، 24 يونيو الجاري.

وخلال الحرب، اعتمدت إسرائيل، بحسب تقارير متعددة، على شبكة من عملاء الموساد داخل إيران، قاموا بتجميع وإطلاق طائرات مسيّرة صغيرة الحجم، بهدف استهداف منظومات الدفاع الجوي الإيرانية وضرب مواقع استراتيجية من الداخل.

وفي أحد أكبر الاكتشافات الأمنية، داهمت السلطات الإيرانية مبنى من ثلاثة طوابق على أطراف طهران، يُستخدم كمركز لتجميع الطائرات المسيّرة والعبوات الناسفة، وفي اليوم السابق لوقف إطلاق النار، أعلنت إيران مصادرة 10 آلاف طائرة مسيّرة، قيل إنها كانت تُستخدم من قِبل شبكة العملاء الإسرائيلية.

ضربة مقابلة

من جهة أخرى، نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الخميس، أن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" اعتقلا طالبًا جامعيًا يُدعى بشار حسن قاسم موسى - 22 عامًا - من قرية دير الأسد في الجليل، بتهمة التواصل مع عملاء إيرانيين والتخطيط لهجوم ضد شخصية عامة.

الطالب الذي يدرس أنظمة المعلومات في جامعة "بن جوريون"، يُشتبه بأنه قام بعدة مهام لصالح جهات إيرانية، منها زرع مسامير على طريق رئيسي في بئر السبع، والترويج لخطاب انقسامي في المجتمع، وفق ادعاءات الشرطة، ووُجهت إليه تهم "الاتصال بعميل أجنبي"، و"نقل معلومات استخباراتية للعدو"، و"تعريض حياة البشر للخطر عمدًا".

وأصدرت الجامعة بيانًا رسميًا أعربت فيه عن "الصدمة من المعلومات المتعلقة بتورط أحد طلابها في نشاط تجسسي لصالح إيران"، وأكدت نيتها طرد الطالب نهائيًا بمجرد اكتمال الإجراءات القانونية.

تجنيد عبر الإنترنت

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن طهران منذ عامين تكثف جهودها لتجنيد مواطنين إسرائيليين عاديين عبر الإنترنت مقابل المال، وتبدأ المهام صغيرة مثل تصوير منشآت أو تقديم معلومات عامة ثم تتطور إلى أعمال تخريب أو جمع معلومات حساسة.

وخلال الحملة الجوية الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد الأهداف النووية الإيرانية، أعلنت السلطات الإسرائيلية، اعتقال خمسة إسرائيليين يُعتقد أنهم تواصلوا مع إيران عبر وسطاء على الإنترنت.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أُلقي القبض على ثلاثة إسرائيليين آخرين في قضايا مشابهة، ويُزعم أن أحدهم جمع معلومات عن زوجة ابن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستقبلية.