أعرب عدد من كبار الديمقراطيين في الكونجرس عن غضبهم إزاء قرار الرئيس دونالد ترامب الحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الكونجرس، بعد تسريب التقييمات الأولية بشأن الضربة الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية؛ حيث يرون أنه محاولة من جانب البيت الأبيض لعرقلة الكونجرس بشأن الصراع مع إيران.
وكان البيت الأبيض، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قد أجّل جلسات الإحاطة لمجلسي النواب والشيوخ بشأن قصف إيران. وعبّر القادة الديمقراطيون من كلا جانبي الكونجرس عن استيائهم الشديد.
كما انسحبت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، من جلسة إحاطة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار حفيظة الديمقراطيين.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في إدارة ترامب إن البيت الأبيض يخطط للحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية السرية مع الكونجرس، مما مهد الطريق لإحاطة سرية مثيرة للجدل أمام أعضاء مجلس الشيوخ اليوم الخميس.
ومن المتوقع أن يرسل البيت الأبيض -وسط معركة سياسية حول ما تظهره المعلومات الاستخباراتية- أربعة من كبار مسؤولي الأمن القومي لإطلاع المشرعين، وهم وزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، والجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة؛ فيما تغيب عن الجلسة مديرة الاستخبارات الوطنية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن المسؤول الكبير في إدارة ترامب: "سيمثل راتكليف مجتمع الاستخبارات. وسائل الإعلام تُصوّر هذا الأمر على أنه ليس كذلك".
غضب الكونجرس
لتقصيرها في إطلاع المشرعين على الوضع في إيران، انتقد الديمقراطيون في الكونجرس إدارة ترامب بشدة؛ حيث أشار العديد منهم إلى قرار صلاحيات الحرب لعام 1973، الذي يُلزم الرئيس بإخطار الكونجرس في غضون 48 ساعة من أي عمل عسكري وتقديم إحاطة سرية.
وكان ترامب قد أرسل، يوم الاثنين، مذكرة إلى المشرعين، مُشيرًا إلى أن الجيش الأمريكي نفذ الضربات بموجب سلطته الدستورية "لحماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج، وكذلك لتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح سياستها الخارجية".
ينقل "أكسيوس" عن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر (ديمقراطي عن ولاية نيويورك): "الأمر لا يتعلق بالأمن القومي، بل بانعدام الأمن لدى ترامب. الرئيس ترامب يحجب المعلومات الاستخباراتية عن الكونجرس، مما يطرح سؤالاً واضحاً: ما الذي يخفيه؟"
كما قال عضو المجلس ديك دوربين (ديمقراطي عن ولاية إلينوي): "لقد شعروا بالحرج من التسريب لأنه يوحي بأنهم لم يقضوا على البرنامج النووي الإيراني كما وعدوا"؛ بينما أكد السيناتور مارك وارنر (ديمقراطي من فرجينيا)، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أنه "يريد مزيدًا من المعلومات حول الوضع قبل إصدار بيان كامل".
لكنه أضاف: "سيكون الأمر مزعجًا للغاية"؛ وفق التقرير.
بينما قال عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب جيم هايمز (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت) إن تسريب المعلومات السرية "أمر غير مقبول ويجب التحقيق فيه بشكل كامل"؛ ولكنه استدرك "من غير المقبول أيضًا أن تستخدم الإدارة تكهنات لا أساس لها من الصحة لتبرير قطع المعلومات عن الكونجرس".
وأضاف: "ينص القانون على ضرورة إبقاء لجان الاستخبارات في الكونجرس على اطلاع كامل ومحدث بالمستجدات، وأتوقع من مجتمع الاستخبارات أن يمتثل للقانون".
قال النائب أندريه كارسون (ديمقراطي من ولاية إنديانا) لموقع أكسيوس: "من المثير للقلق بشكل خاص أن عملنا الرقابي الرسمي قد يُقلص بسبب قيود عقابية أو حزبية على المعلومات السرية". كارسون عضوٌ أيضًا في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.