الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دروس أمريكية.. قصف إيران يجعل كوريا الشمالية "مصممة" على سلاحها النووي

  • مشاركة :
post-title
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يزور قاعدة إنتاج المواد النووية ومعهد الأسلحة النووية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي كانت القاذفات الأمريكية من طراز (B-2) تحلق فوق إيران مستهدفة منشآت مرتبطة بطموحات طهران النووية، كان صناع السياسات والمحللون في شرق آسيا يتساءلون عما يعنيه هذا بالنسبة إلى مستقبل كوريا الشمالية، وهي دولة تمتلك ترسانة نووية ومنشآت أكثر تقدما بكثير من إيران.

ونقل تقرير لشبكة CNN تحذير خبراء من أن الإجراءات العسكرية التي تقوم بها واشنطن "قد تزيد من عزم بيونج يانج على تسريع برنامجها للأسلحة وتعميق التعاون مع روسيا، فضلاً عن تعزيز اعتقاد زعيمها كيم جونج أون بأن الأسلحة النووية هي الرادع النهائي ضد تغيير النظام الذي تفرضه الولايات المتحدة".

وعلى الرغم من الجهود التي بذلت على مدى سنوات لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية، فمن المعتقد لدى الغرب أن نظام كيم يمتلك أسلحة نووية متعددة، فضلاً عن الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة. وهذا يعني أن أي ضربة عسكرية محتملة على شبه الجزيرة الكورية من شأنها أن تحمل مخاطر أعلى بكثير.

تعزيز القدرات

ينقل التقرير عن ليم يول تشول، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة كيونجنام بكوريا الجنوبية إن ضربة الرئيس ترامب على المنشآت النووية الإيرانية "ستعزز بلا شك شرعية سياسة كوريا الشمالية طويلة الأمد المتمثلة في بقاء النظام وتطوير الأسلحة النووية".

وقال إن كوريا الشمالية تنظر إلى الغارة الجوية الأمريكية الأخيرة باعتبارها تهديدًا عسكريًا استباقيًا، ومن المرجح أن تعمل على تسريع الجهود لتعزيز قدرتها على شن هجمات صاروخية نووية استباقية.

ويحذر المحللون من أن هذا التسارع قد يأتي من خلال المساعدات الروسية، وذلك بفضل العلاقات العسكرية المزدهرة التي أقامتها الجارتان في أعقاب حرب أوكرانيا. فيما يلفت التقرير إلى أنه "منذ تأسيسها رسميا في عام 2024، أصبحت الشراكة الاستراتيجية بين كوريا الشمالية وروسيا بمثابة شريان حياة اقتصادي وعسكري حيوي لبيونج يانج في ظل العقوبات الغربية المستمرة".

ووفق ليم "بناء على التحالف الاستراتيجي بين كوريا الشمالية وروسيا، من المرجح أن تتحرك بيونج يانج نحو تطوير الأسلحة المشتركة، والتدريبات العسكرية المشتركة، ونقل التكنولوجيا، والاعتماد المتبادل الأكبر من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية".

اختبار إطلاق صاروخ كروز استراتيجي في كوريا الشمالية لإظهار جاهزية القدرات النووية
قدرات الردع

تتبع العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة في إيران منطقًا مُقلقًا "فالدول التي لا تمتلك أسلحة نووية، من العراق وليبيا إلى إيران، عُرضة للتدخل الأمريكي، وفقًا لفيكتور تشا، رئيس قسم كوريا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

في الوقت نفسه، ترى كوريا الشمالية، التي أجرت بالفعل ستة اختبارات نووية وطوّرت صواريخ بعيدة المدى، أن ترسانتها غير قابلة للتفاوض.

وفقًا لتشا، من المرجح أن تترك غارات واشنطن الجوية على الأصول النووية الإيرانية انطباعًا دائمًا لدى نظام بيونج يانج "ستؤكد الضربات على إيران أمرين بالنسبة لكوريا الشمالية، وكلاهما لا يخدم السياسة الأمريكية. أولاً، لا تملك الولايات المتحدة خيار استخدام القوة ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية كما فعلت مع إسرائيل ضد إيران. ثانيا، هذه الضربة تُؤكد في ذهن كيم جونج أون قناعته بالسعي إلى امتلاك ترسانة نووية والحفاظ عليها".

في الوقت نفسه، هناك فارق كبير بين إيران وكوريا الشمالية صارخ، وخاصة فيما يتصل بالقدرات النووية والصاروخية. وينقل التقرير عن ليف إريك إيزلي، أستاذ الأمن الدولي في جامعة إيهوا في سيول، إن البرنامج النووي لبيونج يانج أكثر تقدما بكثير "حيث من المحتمل أن تكون الأسلحة جاهزة للإطلاق على أنظمة توصيل متعددة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات".

وأضاف أن النظام الكوري الشمالي قادر على تهديد الأراضي الأمريكية، كما أن سيول تقع ضمن نطاق العديد من الأسلحة الكورية الشمالية من مختلف الأنواع. ويعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك ما بين 40 و50 رأسًا حربيًا، إلى جانب الوسائل اللازمة لنقلها إلى مختلف أنحاء المنطقة وربما إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.

على النقيض من ذلك، لم تتمكن إيران بعد من تطوير سلاح نووي قابل للاستخدام، وظل تخصيب اليورانيوم لديها أقل من الحد المطلوب لصنع الأسلحة، وفقًا لأحدث تقييم للوكالة الدولية للطاقة الذرية.