الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضربة مفاجئة وغير متوقعة.. كيف تمكنت إسرائيل من تضليل إيران؟

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

استطاعت إسرائيل توجيه ضربة مباغتة لإيران فجرًا، وصلت إلى قلب طهران، وتمكنت خلالها من اغتيال قادة كبار في الجيش والحرس الثوري وعلماء ومهندسين في المنشآت النووية الإيرانية، ومن أجل القيام بذلك مارس الاحتلال الإسرائيلي عمليات تضليل واسعة قبل الهجوم بأيام.

وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة، استهدفت إسرائيل هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، ومنشآت إيران النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين، وكان عنصر المفاجأة عاملًا حاسمًا في تحقيق الأهداف.

إشارات خادعة

في الأيام التي سبقت الهجوم، دبَّر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من الإشارات الخادعة لإيران، كان من أبرزها إبلاغ مساعدي نتنياهو الصحفيين أنه يخطط لقضاء عطلة عائلية في الجليل، وأنه سوف يحضر حفل زفاف ابنه أفنير، ما عزز الانطباع بأنه لا يوجد عمل عسكري كبير وشيك، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".

كما أصدر مكتب نتنياهو بيانًا زعم فيه أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنياع، سيتوجهان إلى واشنطن اليوم الجمعة للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، للتحضير لجولة سادسة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية في عُمان، ولكن على العكس من ذلك بقي الاثنان في إسرائيل.

حملات تضليل

كما استخدم الاحتلال إستراتيجية التسريب وحملات تضليل، إذ رفض مكتب نتنياهو نفي التصريحات الملفقة التي تصف الخلاف بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضربة محتملة، ما خلق شعورًا بوجود خلاف دبلوماسي، وخفض مستويات التأهب الإيرانية بشكل أكبر.

في السياق ذاته، انطلقت حملة التضليل على خلفية دراما سياسية داخلية حول قانون التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتكهنات بانهيار الائتلاف، وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية كان ذلك بمثابة ستار دخاني كبير ومثالي، مضيفًا أن المسؤولين الأمريكيين كانوا على دراية كاملة بالوضع رغم هذه المسرحية العلنية.

مباني سكنية تم استهدافها في ايران
تهدئة إيران

وكان آخر عمليات التضليل، التصريح العمدي من قبل حكومة نتنياهو بأن اجتماع مجلس الأمن القومي الذي عُقِد مساء أمس الخميس، كان يستهدف مناقشة المحادثات المُتعثرة لإطلاق سراح الإسرائيليين المُحتجزين في غزة، ولكن في حقيقة الأمر كان الهدف هو تهدئة إيران في المقام الأول.

وبمجرد دخولهم إلى الاجتماع الآمن، وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على العملية العسكرية، ووقَّع كل وزير على اتفاقية عدم الإفصاح، المعروفة باسم وثيقة "حارس السر"، ولم يطَّلِع على الخطة الكاملة سوى عدد قليل فقط من الموجودين في الغرفة، معتقدين أن عنصر المفاجأة عزز من تأثير العملية.

قادة كبار وعلماء

وأسفرت الهجمات عن مقتل قادة كبار وعلماء على رأسهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، بجانب وفاة العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي ونائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال غلام علي رشيد.

كما نقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن اغتيال أستاذ الهندسة النووية الإيراني أحمد رضا ذو الفقاري، وإصابة على شمخاني المستشار البارز للمرشد الأعلى الإيراني بإصابات خطيرة.

وتوعد الحرس الثوري الإيراني، إسرائيل بدفع ثمن باهظ، وأيضًا توعد المرشد الأعلى على خامنئي بمصير مرير ومؤلم، وعليها أن تنتظر عقابًا شديدًا.