وجَّهت إسرائيل ضربة مفاجئة فجر اليوم الجمعة على إيران، استهدفت خلالها عددًا من قادة عسكريين وعلماء نوويين ومنشآت تخصيب يورانيوم، زاعمة أن تلك الخطوة تهدف لحماية الوجود الإسرائيلي ومنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وكشف خبراء أن إسرائيل دخلت في مرحلة جديدة من الصراع مع إيران.
وطالت الضربات العاصمة طهران نفسها وعدة مدن أخرى، استهدفت خلالها إسرائيل، هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، ومنشآت إيران النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين، وأدت بالفعل إلى مقتل عدد منهم.
مرحلة جديدة
واستهدفت الضربات مجمعين سكنيين شديدي الحراسة للقادة العسكريين والعديد من المباني السكنية حول طهران، بحسب تقارير إعلامية إيرانية، حيث تعرضت المباني للهدم جراء القصف، ما أسفر عن وفيات بينهم أطفال وإصابات، واحترقت السيارات وتحطمت النوافذ في المنطقة بالكامل.
وبحسب خبراء تحدثوا لـ"نيويورك تايمز"، يبدو أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة في هجماتها على الشخصيات الإيرانية المهمة بهذه الضربات، إذ كانت لسنوات تستهدف كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعديد من كبار علمائها النوويين بشكل فردي، وقتلت بعضهم بقنابل لاصقة مثبتة على أبواب سياراتهم.
أبرز الاغتيالات
وأسفرت الهجمات عن مقتل قادة كبار وعلماء على رأسهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، بجانب وفاة العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، كما تعرض للاغتيال نائب رئيس الأركان الإيراني، الجنرال غلام علي رشيد.
كما أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية بمقتل رئيس الأركان محمد باقري.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن اغتيال أستاذ الهندسة النووية الإيراني أحمد رضا ذو الفقاري، وإصابة على شمخاني المستشار البارز للمرشد الأعلى الإيراني بإصابات خطيرة.
قُتل كبير العلماء النوويين في البلاد في عملية اغتيال بمساعدة روبوت، إلا أن الضربات الإسرائيلية الجديدة جزء من محاولة لقتل تلك الشخصيات بشكل جماعي.
وصرح مصدر أمني من الجيش الإسرائيلي، بأن الجيش الإسرائيلي لم يشن عملية عسكرية مؤقتة، ولكنه شنَّ حربًا على إيران قد تستغرق أسابيع وليس أيامًا، بزعم أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم لتحويلها إلى 15 سلاحًا نوويًا خلال أيام فقط، مشيرًا إلى أن ما حدث بمثابة نقطة اللاعودة.
الضربة الاستباقية
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهدف من الضربة الاستباقية المفاجئة على إيران، هو إزالة التهديد الوجودي لدولة إسرائيل، بحسب القناة الـ 12 العبرية، واتهم طهران بتطوير برنامجها النووي، واصفًا إياه بأنه خطر واضح ومباشر على بقاء إسرائيل.
كما نشر الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، أنظمة الدفاع الجوي، لحماية أكثر من 40 ألف جندي أمريكي منتشرين داخل أكثر من 12 قاعدة عسكرية في المنطقة، حيث باتت جميع القوات في تلك القواعد العسكرية في حالة تأهب قصوى استعدادا لضربات انتقامية محتملة من إيران.
أسعار النفط
وارتفعت أسعار النفط الخام بشكل حاد عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، وقفزت أكثر من 8% لتسجل أعلى مستوى في أكثر من شهرين، وبحسب رويترز، وصل سعر البرميل إلى 75 دولارًا، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.09 دولار، أو 6.01%، إلى 72.13 دولار للبرميل.
وتُنتج إيران نحو 3% من النفط العالمي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرًا لها، وتبرز المخاوف من أن إيران تقع على الجانب الشمالي من مضيق هرمز، ما يُمكّنها من منع معظم صادرات النفط من العراق والكويت والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي إذا رغبت في ذلك ردًا على الهجوم الإسرائيلي.