الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مكالمة بين الصدامات.. اتصال ترامب وشي يعيد خلط أوراق الحرب التجارية

  • مشاركة :
post-title
مكالمة ترامب وشي تعيد خلط أوراق الحرب التجارية من جديد

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة قد تكون فاصلة بين التهدئة والانفجار، حمل الهاتف إما نذر تصعيد جديد أو بارقة أمل في حرب تجارية تعصف باقتصادي العالم الأكبر، من واشنطن إلى بكين، تتراكم الرسوم الجمركية، وتتصاعد الاتهامات، فيما يعلّق المستثمرون أنفسهم على مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج.

اتصال في قلب العاصفة

أفادت وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا"، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أجرى اليوم الخميس، مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينج، في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية بين البلدين، وأكدت وزارة الخارجية الصينية، في بيان مقتضب أن المكالمة جاءت بمبادرة من الرئيس ترامب نفسه.

ويعد هذا الاتصال الثاني من نوعه بين الزعيمين، خلال العام الجاري، إذ سبق أن تحادثا، 17 يناير، قبل تنصيب ترامب لولاية رئاسية جديدة، وبحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، لم يصدر البيت الأبيض أي بيان فوري بشأن المكالمة، ما أثار تكهنات حول فحواها الحقيقي في أوساط الإعلام والمستثمرين.

الأسواق تترقّب

شهدت الأسواق الأمريكية صعودًا مع بداية تعاملات اليوم الخميس، على أمل أن تثمر المكالمة عن كسر الجمود في المحادثات التجارية بين العملاقين، إذ يأتي ذلك بعد أسبوع شهد تصعيدًا في الحرب التجارية، عقب اتهامات متبادلة بين واشنطن وبكين، بشأن نقض اتفاق الهدنة الذي أبرم في جنيف، الشهر الماضي.

ونصّ الاتفاق على تخفيض مؤقت للرسوم الجمركية، إذ رفعت الولايات المتحدة الرسوم على واردات الصين إلى 145%، وردّت بكين بزيادة الرسوم على السلع الأمريكية إلى 125%. رغم هذا التفاهم، اتهمت واشنطن الصين بالتقاعس في إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة، ما يهدد بإغلاق قطاعات صناعية أمريكية.

تغريدة ترامب.. مديح وإحباط

قبل يوم من المكالمة، نشر الرئيس ترامب تغريدة أثارت الانتباه، قال فيها: "أنا أحب الرئيس الصيني شي جين بينج، ودائمًا ما كنت أحبه، لكنه صارم للغاية، ومن الصعب جدًا إبرام صفقة معه!!!".

هذا التصريح كشف، بحسب "سي إن بي سي" الأمريكية ، عن التوتر الشخصي الذي يعكس تعقيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين الطرفين.

واتهمت الصين الإدارة الأمريكية بارتكاب "انتهاك خطير" لاتفاق جنيف، بعد إصدار واشنطن تحذيرات جديدة بشأن استخدام رقائق شركة هواوي، وفرض قيود على مبيعات برامج تصميم الشرائح للشركات الصينية، إضافة إلى قرارات بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين.

من جهتها، بررت واشنطن هذه الإجراءات بأنها ضرورية لحماية الأمن القومي، خصوصًا في ظل استخدام المعادن النادرة في الصناعات ذات الطابع المزدوج المدني والعسكري. إلا أن وزارة التجارة الصينية ردت بلهجة متحدية، مشيرة إلى أن مثل هذه القيود تعد "ممارسة دولية شائعة".

أفق ضبابي

أدت هذه التطورات إلى موجة بيع حادة في الأسواق العالمية، قبل أن تشهد تعافيًا محدودًا بعد اتفاق جنيف، لكن المستثمرين ما زالوا يراقبون بحذر، تخوفًا من انهيار محتمل للهدنة التجارية، الأمر الذي قد يعيد إشعال جولة جديدة من التصعيد الجمركي.

وبينما يعوّل ترامب على "العلاقة الشخصية القوية" التي تجمعه بالرئيس الصيني، فإن الخبراء يرون بحسب "سي إن بي سي"، أن الملفات العالقة، بدءًا من المعادن وشرائح الاتصالات، ووصولًا إلى تأشيرات الطلاب قد تؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات الثنائية.

وتأتي هذه المكالمة الهاتفية قبيل لقاء مرتقب بين ترامب والمستشار الألماني فريدريش ميرز، في البيت الأبيض، ومن المتوقع أن تكون التوترات التجارية مع الاتحاد الأوروبي محور النقاش، وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل 50% على واردات الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 9 يوليو 2025.

وبذلك، يجد ترامب نفسه في خضمّ معركة تجارية متعددة الجبهات، تتجاوز العلاقة الثنائية مع بكين إلى نزاعات أوسع مع حلفاء غربيين تقليديين.

انهيار الاتفاقات

وتعود جذور التوترات التجارية بين واشنطن وبكين إلى عام 2018، عندما بدأ ترامب حملة لفرض رسوم جمركية تهدف لـ"إعادة معايرة" الميزان التجاري لصالح الولايات المتحدة، وفي عام 2020، أبرم ترامب صفقة أولية مع شي لوضع حدّ مؤقت للنزاع، إلا أن تلك الاتفاقية سرعان ما انهارت بفعل الجائحة، واتهامات لاحقة من إدارة بايدن لبكين بعدم الالتزام بالتعهدات.

بحسب "سي إن بي سي"، فإن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بلغت ما يقرب من 600 مليار دولار، عام 2024، ما يجعل من استمرار التصعيد خطرًا يهدد الاقتصاد العالمي ككل.