حذّر وزراء حكوميون من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضع دول جنوب شرق آسيا تحت ضغوط متزايدة للانحياز إلى أحد أكبر اقتصادين في العالم.
وسيجتمع رؤساء دول وحكومات من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون الخليجي في كوالالمبور، الأسبوع المقبل، في محاولة للتوصل إلى اتفاقية تجارية شاملة بين الكتلتين في ظل انهيار نظام التجارة العالمي.
مطالبة برد فعل
وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية، قال وزير التجارة الماليزي ظفرول عزيز، الذي يقود مفاوضات التعريفات الجمركية مع واشنطن نيابةً عن رابطة دول جنوب شرق آسيا: "إن الصين تراقب الوضع عن كثب".
وأضاف: "إنهم يقولون إنه مهما قدمتم للولايات المتحدة، نريد المثل، لأن كل ما تقدمونه لها يكون على حسابنا".
تُسلّط تعليقات عزيز الضوء على التوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين منذ أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة من التعريفات الجمركية الشهر الماضي.
ضغط على دول آسيا
ذكر "عزيز" أن الانفصال الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين يضغط على دول جنوب شرق آسيا - وكثير منها مراكز مهمة في سلاسل التوريد التي تربط القوتين الاقتصاديتين العظميين - لاختيار أحد الجانبين على الآخر.
وأضاف: "علينا أن نوازن ذلك بعدم اختيار جانب واحد وفهم مخاوف كل جانب". "جميع دول المنطقة مضطرة للتعامل مع هذا الوضع. إنه أمر صعب".
وأكد أن دول المنطقة تواجه صعوبة في التعامل مع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
انحياز اضطراري
ومن جهته، صرح جان كيم يونج، وزير التجارة ونائب رئيس الوزراء في سنغافورة، أن بلاده تجنبت الحياد كسياسة دولية لها، لكنها تجد صعوبة في الحفاظ على علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة والصين مع تنامي الخلاف بينهما.
وقال جان في مؤتمر لبنك "يو بي إس" السويسري يوم الخميس: "إذا حاولتَ أن تكون محايدًا وتسلك الطريق الوسط، فإن الطريق يضيق أكثر فأكثر، وفي النهاية سيصبح حدّ السكين ولن تتمكن من الوقوف"، مضيفًا: "المفتاح هو أن ننحاز إلى أي طرف، علينا أن نتخذ مواقف".
وذكر أن النهج الذي اتبعته سنغافورة - التي تلعب دورًا حاسمًا في ربط الصين بالغرب - يتمثل في تبني مواقف بشأن القضايا الجيوسياسية الخلافية بناءً على مخاوفها الوطنية الخاصة، بدلًا من الانحياز إلى دولة على أخرى.
سباق تجاري
كانت دول جنوب شرق آسيا من بين الأكثر تضررًا من حزمة التعريفات "المتبادلة" التي أعلنها ترامب الشهر الماضي، حيث واجهت بعضها، مثل فيتنام وكمبوديا، رسومًا تزيد عن 40% بسبب فوائضها التجارية الكبيرة مع الولايات المتحدة.
بعد فترة وجيزة من الكشف عن الرسوم الجمركية، شرع الرئيس الصيني شي جين بينج في جولة شملت فيتنام وماليزيا وكمبوديا، سعيًا لتعزيز العلاقات وترسيخ نفوذه في المنطقة.
ومنحت واشنطن مهلة 90 يومًا لإتاحة فرصة للدول المتضررة للتفاوض. ومنذ ذلك الحين، أجرى عزيز محادثات مسؤولين أمريكيين، بما في ذلك اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي.