الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارلوس عازار: "خطيئة أخيرة" يعكس واقع المجتمعات العربية

  • مشاركة :
post-title
الفنان اللبناني كارلوس عازار

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

صوّرنا وسط الحرب والاغتيالات.. وتوقفنا شهرين

المنصات ساهمت في انتشار الدراما اللبنانية

شغف الأبوة.. نقطة الالتقاء بيني وبين الشخصية

يواصل الفنان اللبناني كارلوس عازار مسيرته الفنية بثبات، باحثًا عن أدوار تحمل بعدًا دراميًا وإنسانيًا حقيقيًا، تعكس قضايا المجتمع وتشغل فكر الإنسان العربي المعاصر، وفي تجربته الجديدة بمسلسل "خطيئة أخيرة"، يخوض عازار بطولة عمل درامي اجتماعي يسلّط الضوء على قضايا حساسة، مستمدة من واقع المجتمعات العربية، ويعرضها بأسلوب واقعي يمسّ تفاصيل الحياة اليومية.

في حوار خاص مع موقع "القاهرة الإخبارية"، تحدّث كارلوس عازار عن كواليس العمل، واختياره لشخصية "أسامة"، والتحديات التي واجهها أثناء التصوير، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة في لبنان، كما تطرّق إلى أهمية العرض عبر المنصات الرقمية، ودورها في منح الدراما اللبنانية فرصة للانتشار.

دراما من قلب الواقع

يؤكد كارلوس عازار أن حماسه للمشاركة في مسلسل "خطيئة أخيرة" نابع من عدة عوامل، على رأسها رغبته في خوض تجربة البطولات الجماعية من جديد، موضحًا: "ترشيحي للمشاركة في المسلسل جاء من قِبل شركة الإنتاج، ومنصة العرض، والمخرج، الذين رأوا أنني مناسب لهذا الدور، ما شجعني على قبول العمل هو رغبتي في تجربة البطولات الجماعية مرة أخرى، وهو ما وجدته هنا، كما أن المسلسل اجتماعي الطابع، يلامس تفاصيل حياتية دقيقة، ويقدّم قصصًا تمثل شريحة كبيرة من المجتمع، من خلال مجموعة شخصيات تمر بتجارب تعكس واقع المجتمعات العربية، وهذا ما جذبني للمشروع". 

ويضيف: "العمل يحاول أن يلامس شريحة واسعة من الناس في المجتمعات العربية من خلال طرح قضايا واقعية نعيشها يوميًا، والمعالجة لا تكون تنظيرية، بل تأتي من خلال الشخصيات نفسها، ومن خلال تقاطع الأحداث مع الواقع. هذا ما يخلق صدقًا وواقعية يشعر بها المشاهد".

ويشدّد عازار على أن الفن لا يهدف إلى تقديم حلول مباشرة، بل إلى فتح أبواب النقاش، ويقول: "أنا مؤمن بأن العمل الفني ليس لتقديم حلول جاهزة، بل لطرح الأسئلة وفتح النقاش، وتقديم وجهات نظر متعددة، في النهاية، يبقى على المشاهد أن يختار الاتجاه الذي يراه أقرب له، ويفكر ويصل إلى الحل بطريقته. وهذه قوة الفن، أنه يعكس الواقع من دون فرض إجابات".

الفنان اللبناني كارلوس عازار

شخصية متعددة الأوجه

وعن شخصية "أسامة" التي يجسدها في المسلسل، يوضح كارلوس أنها من الشخصيات المركّبة التي تمر بتقلّبات حياتية ومهنية متواصلة، ويقول: "أسامة شخصية متعددة الأوجه والألوان، تمر بعلاقات متقلبة وتحديات مستمرة. علاقته الزوجية مليئة بالتقلبات، وتشهد فترات من الاستقرار وأخرى من التوتر، نتيجة سلسلة أحداث تؤثر فيها بشكل مباشر، واللافت أن العلاقة الوحيدة الثابتة في حياة أسامة هي حبه لأولاده، فهي تمثل نقطة الأمان الوحيدة بالنسبة له".

وتابع: "على الصعيد المهني، علاقته بالعمل غير مستقرة، ومع تطور الأحداث نكتشف أنه لم يكن جزءًا من الشركة منذ البداية، ثم يظهر لاحقًا ضمن سياق يكشف العلاقة الغامضة بين زوجته وهذه المؤسسة، وما يميز شخصية أسامة أنها غير نمطية، يتعامل مع كل شخصية من حوله بطريقة مختلفة، ولكل شخصية مفتاح خاص في تعاطيه معها، وهذا ما جعلني أنجذب لهذا الدور".

وعن مدى تقاطعه مع الشخصية، يقول: "شخصيًا، لا أرى الكثير من الصفات المشتركة بيني وبين أسامة، باستثناء شغفي بالأبوة. أنا أيضًا أحب تربية الأولاد، وأقدّر العائلة كثيرًا. مثل أسامة، أحاول دائمًا الحفاظ على تماسك العائلة ومنعها من الانهيار مهما كانت التحديات".

الفنان اللبناني كارلوس عازار

تصوير وسط الحرب

لم تكن تجربة "خطيئة أخيرة" سهلة على فريق العمل، خاصة في ظل الظروف السياسية والأمنية المعقدة التي مرّ بها لبنان مؤخرًا. وعن ذلك يقول كارلوس: "من أبرز التحديات التي واجهتنا خلال تصوير المسلسل كانت الظروف الصعبة التي مر بها لبنان، خصوصًا خلال فترة الحرب والاغتيالات. كنا نصور والمساحات من حولنا مليئة بالتوتر والخوف، واضطررنا إلى إيقاف التصوير لمدة شهرين، لأن أحدًا لم يكن يعلم ما الذي قد يحدث".

ويضيف: "من المعروف أن أجواء الحروب لا تكون أبدًا مناسبة للعمل، ولا نتائجها جيدة. لكن التحدي الحقيقي كان أن نكمل هذا العمل بجودة عالية، من دون أن نسمح للظروف أن تدفعنا نحو التسرع أو التقصير. وبذلنا جهدًا كبيرًا للحفاظ على المستوى الفني، وأتمنى من الجمهور أن يقدّر ذلك ويُعجب بالمسلسل عند عرضه".

المنصات الرقمية

من المقرر عرض مسلسل "خطيئة أخيرة" عبر إحدى المنصات الرقمية، وهو ما اعتبره كارلوس عازار فرصة حقيقية للدراما اللبنانية لتوسيع رقعة جمهورها، موضحًا: "فكرة عرض المسلسلات على المنصات الرقمية هي خطوة مهمة جدًا. اليوم، إذا عُرض مسلسل في دولة معينة، قد لا تصل مشاهدته إلى كل الدول، أما وجوده على منصة رقمية، فيجعل الوصول إليه متاحًا للجميع، في أي وقت ومن أي مكان، وهذا ما يُسهم بشكل كبير في انتشار الأعمال الفنية".

وتابع: "أتذكر عندما كنا ننتج مسلسلات في لبنان، كانت جودتها عالية فعلًا، لكنها لم تحظ بالانتشار الواسع، لأن المنصات لم تكن منتشرة كما هي اليوم، هذا الواقع كان يُشكل عائقًا أمام انتشار الدراما اللبنانية، أما الآن، فمجرد عرض المسلسل على منصة كفيل بأن يمنحه فرصة حقيقية للنجاح والوصول إلى جمهور أكبر".

 وتحدّث كارلوس عازار عن مشروعاته المقبلة قائلاً: "المشروعات المقبلة تتنوع بين التلفزيون، المسرح، والسينما، ولكن في الوقت الحالي لا يمكنني الكشف عن تفاصيلها".