في صفقة وصفها كير ستارمر بالمربحة والمنطقية، أعلنت المملكة المتحدة عن اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي، ضمن خطط تحرر بريطانيا من عباءة الاتحاد، وذلك خلال قمة لندن التي جمعت الطرفين اليوم، وخرجوا بصفقة أطلقوا عليها اسم "صفقة إعادة الضبط".
وبموجب الصفقة الجديدة، سيتم منح سفن الصيد الأوروبية حق الوصول إلى المياه البريطانية، كما سيتم القضاء على طوابير دخول البريطانيين إلى أوروبا، عبر استخدامهم للبوابات الإلكترونية، وفي المقابل، السماح لمواطني الاتحاد بالذهاب إلى لندن لأغراض العمل أو الدراسة، بجانب شراكة أمنية ودفاعية جديدة.
عودة بريطانيا
في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بحسب "الديلي ميل"، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن الوقت حان للانتقال من المناقشات القديمة والمعارك السياسية إلى إيجاد حلول عملية ومنطقية تحقق الأفضل للبريطانيين، مشددًا على أن جوهر القضية بالنسبة له هو مواجهة العالم الجديد بنفس نهج الأمة.
واعتبر ستارمر أن الاتفاق مع الجانب الأوروبي منطقي ومربح للجانبين، ومن شأنه أن يؤدي إلى خفض أسعار المواد الغذائية وإحياء الصادرات، معلنًا عودة بريطانيا إلى الساحة العالمية، وبناء العلاقات التي تختارها مع شركائها، وإبرام الصفقات التي تخدم المصلحة الوطنية، كما تفعل أي دولة مستقلة.
قوارب الصيد
بموجب الاتفاق الجديد، سيتم منح سفن الصيد الأوروبية 12 عامًا إضافية من الوصول إلى المياه البريطانية كجزء من "إعادة الضبط"، حيث ستتمتع السفن الأوروبية، خاصة التابعة للمجتمعات المحلية القريبة، بحق الوصول بحرية إلى أراضي بريطانيا الغنية بالأسماك حتى عام 2038.
إعادة التسليح
كما اتفق الجانبان على شراكة أمنية ودفاعية جديدة، من شأنها أن تفتح الباب أمام الشركات البريطانية للاستفادة من مخطط استثماري كبير لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي، والتقدم بعطاءات للحصول على عقود عسكرية للاتحاد الأوروبي بقيمة 125 مليار جنيه إسترليني، من خلال الحصول على قروض لشراء الأسلحة من الأموال التي يتم جمعها من ميزانية الاتحاد الأوروبي.
الحيوانات والحدود
سيتمكن السياح البريطانيون من استخدام المزيد من البوابات الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي، بهدف تقليص الطوابير الطويلة عند مراقبة الحدود، كما ستتمكن الحيوانات الأليفة من السفر بسهولة أكبر بموجب اتفاق "إعادة الضبط". ومن المتوقع أن يبدأ العمل بالنظام الجديد في أكتوبر 2025.
وانضمت بريطانيا أيضًا إلى أوروبا في اتفاقية "تجربة الشباب"، التي تمنح ملايين الأوروبيين حق العيش والدراسة والعمل فيها، ولكنها ستكون محدودة زمنيًا، كما سيتم ربط أنظمة تداول الانبعاثات في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
حروب النقانق
سيلغي الاتفاق معظم الضوابط التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الأغذية والزراعة بعد خروج بريطانيا، مما ينهي ما يُعرف بـ"حروب النقانق"، التي جعلت من الصعب على منتجي الأغذية البريطانيين التصدير إلى القارة. وسيتم رفع الرقابة على شاحنات نقل المواد الغذائية، وستتمكن الشركات البريطانية من بيع منتجات البرجر والنقانق في الاتحاد الأوروبي مرة أخرى.
كما اتُفق على إجراء محادثات بشأن منح وكالات إنفاذ القانون في المملكة المتحدة إمكانية الوصول إلى بيانات صور الوجوه في الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى، بالإضافة إلى الترتيبات الحالية الخاصة ببيانات الحمض النووي، وبصمات الأصابع، وتسجيل المركبات.