الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تداعيات "البريكست".. تأخير استيراد البذور يهدد إنتاج المحاصيل في المملكة المتحدة

  • مشاركة :
post-title
نقص الخضروات نتيجة تأخير استيراد البذور

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "الجارديان" عن تداعيات غير متوقعة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست" على القطاع الزراعي، إذ أدت التغييرات الحدودية الجديدة إلى تأخيرات كبيرة في استيراد البذور، مما يهدد بالتأثير سلبًا على إنتاج المحاصيل الرئيسية في المملكة المتحدة، ما يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها المملكة المتحدة في فترة ما بعد البريكست، خاصة في مجال الأمن الغذائي والتجارة الدولية.

تأخيرات غير مسبوقة

وفقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان، فإن مزارعي الخضروات في المملكة المتحدة يواجهون تحديات غير مسبوقة؛ بسبب القواعد الجديدة لاستيراد البذور من الاتحاد الأوروبي، إذ أدت هذه القواعد إلى تأخيرات تصل إلى ستة أسابيع في تسليم البذور، مما يؤثر بشكل كبير على جداول الزراعة والتخطيط المالي للمزارعين.

في هذا الصدد أعربت الجمعية البريطانية لمزارعي الطماطم عن قلقها من أن هذه التأخيرات تهدد المحاصيل وتقلل من ربحية المزارعين.

تأثير القواعد الجديدة على سلسلة التوريد

بدأت المشاكل مع تطبيق قواعد ما بعد البريكست في 30 أبريل، والتي تتطلب إجراء فحوصات استيراد على عدد من المنتجات النباتية والحيوانية، وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الفحوصات تتم الآن في نقاط المراقبة الحدودية(BCPs) في الموانئ.

بالنسبة لبعض البذور عالية المخاطر، مثل الطماطم والفلفل واللفت الزيتي، أصبح الاختبار في بريطانيا مطلوبًا الآن، بالإضافة إلى الفحوصات في بلد المنشأ، ما أدى إلى تأخيرات كبيرة في وصول البذور إلى المزارعين البريطانيين.

تهديد الأمن الغذائي البريطاني

يحذر الدكتور فيل مورلي، المسؤول الفني في الجمعية البريطانية لمزارعي الطماطم، من أن هذه التأخيرات تهدد الأمن الغذائي في البلاد، فكلما تأخر الإنتاج البريطاني، زادت الحاجة إلى الاعتماد على الواردات، ما يضع ضغوطًا إضافية على سلسلة التوريد الغذائي في المملكة المتحدة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

تأثير التأخيرات على التجارب الزراعية

لا يقتصر تأثير هذه التأخيرات على الإنتاج الحالي فحسب، بل يمتد ليشمل التجارب الزراعية الحيوية، إذ أشارت الجمعية البريطانية لأبحاث النباتات إلى أن هذه التأخيرات تمنع إجراء تجارب حاسمة على أصناف جديدة من اللفت الزيتي، والتي يمكن أن تساعد في إنتاج محاصيل أفضل أداءً.

دعوات لحل دبلوماسي

في ضوء هذه التحديات، دعت كل من الجمعية البريطانية لمزارعي الطماطم والجمعية البريطانية لأبحاث النباتات، الحكومة البريطانية إلى إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.

هذا الاتفاق من شأنه ضمان الاعتراف المتبادل بمعايير الاختبار، مما يقلل من ازدواجية الفحوصات ويسرع عملية استيراد البذور. وتؤكد هذه الدعوات على أهمية إيجاد حلول دبلوماسية للتحديات التي خلقها البريكست في القطاع الزراعي.

موقف الحكومة البريطانية

في ردها على هذه المخاوف، أكدت الحكومة البريطانية، وفقًا لما نقلته صحيفة الجارديان، أن حماية الأمن البيولوجي في المملكة المتحدة لا يزال أحد أولوياتها الرئيسية.

وقال متحدث باسم الحكومة: "نحن نعمل مع نقاط المراقبة الحدودية لضمان عملها بفعالية، ومع التجار لضمان إكمال الفحوصات بكفاءة وسرعة ودون تأخيرات كبيرة"، مضيفًا أن الحكومة تواصل العمل مع الصناعة بشأن استيراد البذور، متخذة نهجًا عمليًا لدعم الشركات والأمن الغذائي، مع السعي إلى تحسين علاقة التجارة والاستثمار في المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.