الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حفاظا على الديمقراطية.. القضاء على "مملكة ألمانيا" واعتقال ملكها

  • مشاركة :
post-title
الشرطة الألمانية تنفذ سلسلة من مداهمات لزعماء حزب مملكة ألمانيا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد يشبه القصص الخيالية، شهدت ألمانيا فصلًا جديدًا من فصول التحدي للدولة الحديثة، ففي صباح اليوم الثلاثاء، قامت السلطات الألمانية باعتقال بيتر فيتزيك، الرجل الذي نصّب نفسه "ملكًا" على ألمانيا، وأعلنت حظر جماعته المتطرفة "مملكة ألمانيا" (Königreich Deutschland) في خطوة تهدف إلى حماية النظام الديمقراطي من التهديدات الداخلية.

ملك تحدى دولة

بيتر فيتزيك، البالغ من العمر 59 عامًا، بدأ حياته كطاهٍ ومدرب كاراتيه، لكنه سرعان ما تحول إلى شخصية مثيرة للجدل في ألمانيا، ففي عام 2012، أعلن نفسه "ملكًا" على ما أسماه "مملكة ألمانيا"، مرتديًا ثيابًا ملكية وملوحًا بسيف من العصور الوسطى، ومنذ ذلك الحين، أسس فيتزيك كيانًا يشبه الدولة، بعملته الخاصة، ونظامه القضائي، ومؤسساته المالية، مدعيًا أن لديه آلاف الأتباع.

في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عام 2022، صرّح "فيتزيك" بأنه لا يعترف بالدولة الألمانية، واصفًا إياها بأنها "مدمرة ومريضة"، وأكد أنه لا يرغب في أن يكون جزءًا من هذا النظام "الفاشي والشيطاني".

مداهمات واعتقالات واسعة

في عملية أمنية واسعة النطاق، شارك فيها نحو 800 من أفراد الأمن، تم تنفيذ مداهمات في 14 موقعًا عبر سبع ولايات ألمانية، أسفرت هذه العملية عن اعتقال فيتزيك وثلاثة من كبار مساعديه، بتهم تتعلق بتشكيل منظمة إجرامية تهدف إلى تقويض النظام الديمقراطي في البلاد.

وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية حظر جماعة "مملكة ألمانيا"، متهمة إياها بإنشاء مؤسسات موازية للدولة، بما في ذلك نظام مصرفي وتأميني غير قانوني، ونشر روايات مؤامرة معادية للسامية، وأكد وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، أن هذه الجماعة تسعى إلى تقويض سيادة القانون من خلال إنشاء دولة بديلة.

بيتر فيتزيك، الرجل الذي نصب نفسه "ملكا" على ألمانيا
جماعة "مواطني الرايخ"

تعد جماعة "مملكة ألمانيا" جزءًا من حركة "مواطني الرايخ" (Reichsbürger) وهي حركة يمينية متطرفة ترفض الاعتراف بشرعية الدولة الألمانية الحديثة، وتسعى إلى استعادة حدود الإمبراطورية الألمانية لعام 1871.

وتقدر السلطات الألمانية عدد أعضاء هذه الحركة بنحو 25,000 شخص، يصنف نحو 2,500 منهم على أنهم محتملون للقيام بأعمال عنف، وفي عام 2022، تم إحباط محاولة انقلاب خططت لها مجموعة من "مواطني الرايخ"، تضمنت اختطاف وزير الصحة، بهدف خلق "ظروف حرب أهلية" لإسقاط الديمقراطية الألمانية، ومنذ ذلك الحين، كثّفت السلطات الألمانية مراقبتها لهذه الجماعات، معتبرة إياها تهديدًا خطيرًا للنظام الديمقراطي.

ردود فعل رسمية

أشاد المسؤولون الألمان بالعملية الأمنية، مؤكدين أنها خطوة مهمة في مواجهة التطرف اليميني، وقال وزير الداخلية، ألكسندر دوبريندت، إن حظر جماعة "مملكة ألمانيا" يُظهر أن الدولة لن تتسامح مع أي تهديد للنظام الديمقراطي.

وأضاف أن هذه الجماعة قامت بإنشاء "دولة موازية" تهدف إلى تقويض النظام القانوني في البلاد، وأكد المدعي العام الاتحادي في كارلسروه أن فيتزيك كان يعتبر "الحاكم الأعلى المزعوم" للجماعة، وكان لديه "السيطرة وسلطة اتخاذ القرار في جميع المجالات الرئيسية"، وأضاف أن الجماعة كانت تسعى إلى توسيع "أراضيها الوطنية" المزعومة إلى حدود الإمبراطورية الألمانية عام 1871.

وتعد عملية اعتقال بيتر فيتزيك وحظر جماعته "مملكة ألمانيا" رسالة واضحة في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعدًا في الحركات اليمينية المتطرفة، تظهر ألمانيا التزامها بحماية ديمقراطيتها ومواجهة أي محاولات لتقويضها.