الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كوريا الشمالية تخلد بطولات جنودها في روسيا بـ"نصب تذكاري"

  • مشاركة :
post-title
الجيش الكوري الشمالي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت كوريا الشمالية رسميًا، ولأول مرة، إرسال قوات قتالية لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا عبر وسائل إعلام رسمية في بيونج يانج، ما عكس تحوّلًا لافتًا في سياسة كوريا الشمالية الخارجية، ويعزز من مستوى التحالف العسكري والسياسي المتنامي مع موسكو في مواجهة الضغوط الغربية.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أخيرًا أن قواته استعادت السيطرة على منطقة كورسك التي كانت قد تسللت إليها القوات الأوكرانية في أغسطس الماضي، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفى صحة هذه الادعاءات، مؤكدًا أن قوات بلاده لا تزال تحتفظ بمواقع في المنطقة.

إعلان رسمي وتكريم للجنود

نشرت صحيفة "رودونج سينمون"، الناطقة بلسان حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، تقريرًا يؤكد مشاركة قوات كورية شمالية في العمليات العسكرية الجارية في منطقة كورسك الروسية. وأشاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بالجنود الذين وصفهم بـ"الأبطال"، مؤكدًا أنهم "مُمثلو شرف الوطن الأم".

وأعلن "كيم" أن بلاده ستقيم نصبًا تذكاريًا في العاصمة بيونج يانج تكريمًا لهؤلاء الجنود الذين قاتلوا "من أجل العدالة"، مضيفًا أن "روح القتال والبطولة ستظل مصدر فخر للأجيال القادمة".

رغم التأكيد الرسمي، لم تحدد بيونج يانج عدد الجنود الذين أرسلتهم إلى ساحة المعركة. وكانت تقارير استخباراتية من الولايات المتحدة وأوكرانيا وكوريا الجنوبية قد أشارت إلى أن كوريا الشمالية نشرت ما يقارب 12 ألف جندي لدعم القوات الروسية، مع تأكيدات بوقوع خسائر بشرية فادحة بين صفوفهم.

مصادر عسكرية أوكرانية أوضحت أن الجنود الكوريين الشماليين أبدوا قدرًا عاليًا من الانضباط والشجاعة، حتى إنهم كانوا يفضلون القتال حتى الموت أو الانتحار بقنابل يدوية على الاستسلام. وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة في بداية مشاركتهم، فإن أداءهم الميداني تطور بسرعة ملحوظة.

الرئيس الروسي وزعيم كوريا الشمالية
تعاون سياسي وعسكري

يأتي هذا الإعلان في ظل تزايد مستوى التنسيق العسكري بين موسكو وبيونج يانج، استنادًا إلى الاتفاق الاستراتيجي الشامل الموقع بين البلدين عام 2024، والذي ينص على تقديم الدعم المتبادل في حال التعرض لأي تهديد عسكري.

كما احتفلت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية بما وصفته بـ"النصر التاريخي"، معتبرة أن العمليات المشتركة مع روسيا تمثل "فصلًا جديدًا من الصداقة القتالية"، وتعهدت بمواصلة التعاون مع موسكو "في جميع المجالات".

وفي هذا السياق، صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن مشاركة الجنود الكوريين الشماليين في معركة كورسك أظهرت فعالية هذا الاتفاق، مشيرًا إلى استعداد روسيا لتقديم الدعم لكوريا الشمالية إذا اقتضت الحاجة.

ردود الفعل الدولية

أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء "التورط المباشر" لكوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية. وفي تصريح لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، شددت واشنطن على ضرورة إنهاء أي دعم عسكري متبادل بين روسيا وكوريا الشمالية، محملة الدولتين مسؤولية الإسهام في إطالة أمد النزاع.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية: "باعترافهم العلني بنشر الصواريخ، وبينما يزعمون التزامهم الكامل بالقانون الدولي، فإنهم يسخرون مرة أخرى من المجتمع الدولي. ونحن ندين هذا العمل بشدة".

وأكدت السلطات الكورية الجنوبية، أن هذه الخطوة تقوض "الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها"، وتنتهك المعايير الدولية، وحثت كوريا الشمالية وروسيا على "وقف تعاونهما العسكري غير القانوني".