الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خسائر محرجة.. كوريا الشمالية ترفض إعادة قتلاها من أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الجنود المصابون العائدون من أوكرانيا يشكلون تحديًا خطيرًا لرواية حكومة بيونج يانج

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

رفضت كوريا الشمالية إعادة جثث جنودها الذين قُتِلوا في أثناء القتال لصالح روسيا ضد أوكرانيا، وذلك خشية أن يؤدي غضب عائلاتهم إلى اضطرابات مدنية، كما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

وبينما يقدر مسؤولون في الاستخبارات الكورية الجنوبية أن نحو 300 جندي كوري شمالي قُتِلوا، بينما أُصيب نحو 2700 آخرين، قالت مصادر لصحيفة "جونج آنج إلبو" الكورية الجنوبية إن روسيا "طلبت باستمرار نقل جثث الجنود الكوريين الشماليين الذين قتلوا في المعارك، لكن هذا لم يتم بسبب رفض كوريا الشمالية".

وأضاف التقرير أن رفض إعادة القتلى يشير إلى أن كيم جونج أون، الزعيم الكوري الشمالي، يركز فقط على ما سيحصل عليه من روسيا مقابل نشر قواته، ولم يستعد بشكل كافٍ للتدابير اللازمة لمواجهة الاضطرابات المدنية المحتملة بسبب إرسال القوات والخسائر البشرية الناجمة عن ذلك.

صدمة محتملة

تنقل الصحيفة البريطانية عن راه جونج يل، الدبلوماسي وضابط الاستخبارات الكوري الجنوبي الكبير السابق، إن نظام الرئيس كيم جونج أون "سيجد صعوبة في تفسير خسارة الأرواح للشعب الكوري الشمالي".

وقال: "إنهم لا يريدون عودة قتلى الحرب إلى ديارهم؛ لأن الناس العاديين سوف يصابون بصدمة شديدة.. إنهم ليسوا مجرد بضعة أشخاص بل مئات، وهناك الآلاف من الرجال الذين أُصيبوا بجروح أيضًا".

وأضاف لـ"ذا تليجراف": "هذه الوفيات ستكون محرجة لكيم لأنه لم يقل قط إن القوات الكورية الشمالية سيتم إرسالها إلى الخارج للقتال، ولكن الناس سوف يشعرون بالغضب بسرعة كبيرة".

ولفت ضابط الاستخبارات الكوري الجنوبي السابق إلى أن "الخطر الذي يواجه النظام هو أن هناك بالفعل استياءً واسع النطاق في الشمال، وهذا من شأنه أن يكون قضية أخرى تتراكم في أذهان الناس".

وأوضح "راه" أن الجنود المصابين العائدين من أوكرانيا يشكلون تحديًا خطيرًا بنفس القدر لرواية حكومة بيونج يانج "لأنه كان من المحتم أن يحكي بعضهم تجاربهم في الوطن، حتى لو أمرهم ضباطهم وقادتهم السياسيون بالبقاء صامتين".

ضعف الأداء

حتى الآن، لم تعلق الحكومة الكورية الشمالية بشكل رسمي على القوات التي أرسلتها لمساندة الجيش الروسي، على الرغم من أن المحللين يقدرون أن النشر الأولي لنحو 11 ألف جندي تم تعزيزه في الأيام الأخيرة بوصول ما يصل إلى 3 آلاف فرد إضافي.

وتشير تقارير استخباراتية إلى أن أداء الكوريين الشماليين في ساحة المعركة ضعيف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حاجز اللغة مع القوات الروسية، ولكن أيضًا لأنهم يفتقرون إلى الخبرة نسبيًا، واستغرقوا وقتًا طويلًا للتكيف مع الحرب الحديثة.

وذكرت القوات الأوكرانية أنها واجهت موجات من الهجمات المشاة سيرًا على الأقدام، وأن الكوريين الشماليين فشلوا في اتخاذ الاحتياطات الكافية ضد هجمات الطائرات بدون طيار.

وذكرت وكالة "يوروميدان" الأوكرانية للأنباء، الأربعاء، أن وحدة من مشاة كوريا الشمالية تم عزلها بالقرب من بلدة "فيكتوريا" في منطقة "كورسك" الروسية، وأن محاولة القوات الروسية الآلية لاختراق الحصار وتمكين الكوريين الشماليين من الانسحاب كانت فاشلة.

وأُحبِطت الخطة الروسية باستخدام طائرات بدون طيار تستخدم تكنولوجيا التصوير الحراري، إلى جانب المدفعية الأوكرانية التي فرقت القوة المهاجمة بوابل من الذخائر العنقودية.

وذكر التقرير أن هجومًا ثانيًا من الشمال تم التصدي له بنفس الطريقة، باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار الانتحارية.