حضر دوق يورك الأمير أندرو، الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية، قداس عيد الفصح في قلعة وندسور، رفقة ملك بريطانيا تشارلز، بعد أيام من كشف تورط جاسوس صيني مزعوم في مساعدته في كتابة رسائل تهنئة إلى الرئيس الصيني بعيد ميلاده.
في ديسمبر 2024، جرى الكشف عن جاسوس صيني على علاقة بالأمير أندرو، ولم يُذكر اسم الجاسوس الذي أطلق عليه "H6" أو يانج تينجبو، وهو رجل أعمال تم منعه من دخول المملكة المتحدة، بسبب ارتباطاته الأمنية مع الصين.
وتعتقد السلطات البريطانية أن المواطن الصيني، المقرّب من الأمير أندرو، كان يعمل لصالح إدارة عمل الجبهة المتحدة وهي ذراع للحزب الشيوعي الصيني التي يتم استخدامها للتأثير على الكيانات الأجنبية.
وقررت الحكومة البريطانية أن رجل الأعمال "كان في وضع يسمح له بتكوين علاقات بين كبار المسؤولين الصينيين وشخصيات بارزة في المملكة المتحدة، يمكن استغلالها لأغراض التدخل السياسي من قبل الدولة الصينية"، بحسب حكم محكمة.
وتم استبعاد "يانج" من المملكة المتحدة لأول مرة في عام 2023 من قِبل وزير الداخلية بعد اتهامه بالانخراط في نشاط سري ومخادع لصالح الحزب الشيوعي الصيني.
كانت هذه العلاقة بين الأمير ويانج موضع تساؤل بعد أن تبين أن الأمير أندرو قد دعاه إلى حفل عيد ميلاده في عام 2020.
كان "يانج" قد تصرف نيابة عن الأمير في بعض القضايا التجارية مع شركاء ومستثمرين صينيين، ما يشير إلى مستوى غير عادي من الثقة التي كان يتمتع بها مع العائلة المالكة.
ووصل الأمير أندرو، اليوم الأحد، كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور، رفقة الأميرة آن، إضافة إلى زوجته السابقة سارة فيرجسون، دوقة يورك، وزوج آن، نائب الأدميرال السير تيم لورانس، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ودخل الكنيسة مُسرعًا قبل شقيقته الأميرة آن، بينما كانت تتحدث في الخارج مع عميد وندسور، القس كريستوفر كوكسوورث.
ولوّح تشارلز والملكة كاميلا، وابتسما للحشود المتجمعة خارج الكنيسة.
وبدا الدوق المخلوع في حالة معنوية عالية لدى انضمامه إلى شقيقه تشارلز في كنيسة سانت جورج بقلعة وندسور، بعد ظهر اليوم.
وابتسم الأمير أندرو لدى ظهوره في قداس عيد الفصح مع أفراد آخرين من العائلة المالكة، بمن فيهم الملك تشارلز والملكة كاميلا.
وأدت صلة أندرو بالجاسوس الصيني المزعوم، يانج تينجبو - المعروف أيضًا باسم كريس يانج - إلى مزيد من الإحراج للعائلة المالكة.
وجاء في بيان هامبشاير للمحكمة: "كانت العائلة المالكة، بما في ذلك الملكة الراحلة على دراية تامة بهذا التواصل - وقُبل بالتأكيد بل وربما يمكن القول إنه كان موضع تشجيع - كانت قناة اتصال مفتوحة كان من المفيد وجودها".
وبدأت العائلة المالكة في النأي بنفسها عن أندرو بعد مقابلته سيئة السمعة مع إميلي مايتليس في برنامج "بي بي سي نيوزنايت"، عام 2019، حول علاقته برجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال.
وفي يناير 2022، جُرّد الأمير أندرو من مناصبه العسكرية ومن استخدام لقب صاحب السمو الملكي قبل شهر من تسوية نزاع قانوني مع إحدى ضحايا إبستين، فيرجينيا جيفري، التي زعمت أنها تعرضت للاعتداء من قبل الدوق.
وغاب "أندرو" عن التجمع التقليدي لعيد الميلاد في ساندرينجهام، العام الماضي، بعد أن مُنع يانج من دخول المملكة المتحدة لأسباب أمنية.
وكشفت أوراق صدرت عن محكمة خاصة بالهجرة في وقت سابق من هذا الشهر، أن يانج كان يُقدّم المشورة لأندرو بشأن رسائل كتبها إلى الرئيس الصيني شي جين بينج بشكل مباشر.
ونفى "يانج" التلميحات إلى تورطه في التجسس، وقال إنه "لم يرتكب أي خطأ أو مخالفة للقانون".
ووفقًا لإحدى الوثائق، من دومينيك هامبشاير، الذي عمل لدى أندرو من عام 2019 إلى 2022، كانت هذه الرسائل تُكتب سنويًا في عيد ميلاد شي.
وبدا الأمير أندرو كئيبًا خلال جولته الصباحية حول قلعة وندسور، الشهر الماضي، بعد تأكيد عدم انضمامه إلى بقية أفراد العائلة المالكة لحضور قداس الكومنولث في ذلك اليوم.
وبدا "أندرو" مكتئبًا عندما التُقطت له صورة في سيارته وعلى ظهر حصانه، 10 مارس الماضي، بعد تأكيد عدم انضمامه إلى كبار أفراد العائلة المالكة، بمن فيهم أمير وأميرة ويلز، لحضور القداس السنوي، في دير وستمنستر بلندن.