رسائل ضعاف البصر أثّرت فيّ بعمق
شخصيتي في "نَفَس" الأصعب والأقرب لقلبي
في لحظة عتمة، قد يولد النور من الداخل، هذا ما جسّدته الفنانة اللبنانية دانييلا رحمة ببراعة مؤثرة في شخصية "روح" ضمن مسلسل "نَفَس".. فتاة تخسر حاسة البصر تدريجيًّا، لكنها ترى العالم بصفاء قلبها، وتتمسك بالحب والرقص والأمل حتى الرمق الأخير. لم تكن "روح" مجرّد دور، بل رحلة إنسانية عميقة غيّرت ملامح دانييلا كممثلة وإنسانة، وكشفت عن طاقة داخلية من الصبر والقوة والرغبة في إيصال صوت من يعانون بصمت، وفي هذا اللقاء، تتحدث دانييلا عن كواليس التحضير للدور، والتأثير العاطفي العميق الذي تركته الشخصية بداخلها، والرسائل المؤثرة التي وصلتها من أصحاب التجربة. كما تطرقت دانييلا في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كيفية تحضيرها للدور، وعلاقتها بشخصية "روح"، كما كشفت عن حلمها بالمشاركة في الدراما المصرية، وطموحاتها الفنية المقبلة.
كيف تصفين تجربتك في مسلسل "نَفَس"؟
تجربة "نَفَس" كانت فريدة ومميزة للغاية، شخصية "روح" شكّلت تحديًا كبيرًا لي كممثلة، وأعتقد أن الجمهور تفاعل معها بشكل إيجابي جدًّا، لمست محبة الناس لهذه الشخصية وتأثرهم بها، وهذا أسعدني كثيرًا، شعرت بفخر كبير لأنني قدّمت شيئًا يحمل بُعدًا إنسانيًّا عميقًا. أما ما جذبني هو عمق قصة "روح"، والتحدي الذي تحمله الشخصية، إذ كانت لدي رغبة قوية في تجسيد فتاة مليئة بالطاقة والحب، لكنها تواجه صعوبات حياتية قاسية. "روح" تفقد بصرها تدريجيًّا، لكنها لا تفقد شغفها بالرقص ولا حبها للحياة، وهذا ما جعلني أشعر بأنني أمام عمل يحمل رسالة حقيقية ويترك أثرًا في الناس.
كيف استعددتِ لتجسيد شخصية بهذه التفاصيل المعقدة؟
الحقيقة أن التحضير استغرق وقتًا طويلًا، حيث بدأنا بقراءة النص بعمق، ثم انتقلت إلى دراسة دوافع الشخصية، طريقة تفكيرها، تصرفاتها، تفاعلها مع الآخرين، وكل ما يتعلق بمشاعرها الداخلية. ساعدني مدرب التمثيل بوب مكرزل كثيرًا في بناء هذه الشخصية، واشتغلت معها من خلال معايشة حالة مشابهة لحالة "روح".
عايشتِ شخصية "ريبيكا"، وهي راقصة لبنانية تعاني من ضعف شديد في البصر.. كيف أثرت فيكِ هذه التجربة؟
شخصية "ريبيكا" كانت ملهمة جدًّا بالنسبة لي. من خلالها تعلمت الصبر، وقوة الإرادة، وكيف يمكن للإنسان أن يتغلب على التحديات الجسدية ويعيش حياته بشكل طبيعي. ساعدتني هذه التجربة في فهم أعمق لشخصية "روح"، وفي نقل طاقتها الداخلية على الشاشة بشكل صادق.
ما انطباع الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر بعد عرض العمل؟
نعم، تلقيت الكثير من الرسائل المؤثرة من أشخاص يعانون من ضعف البصر، هذه الرسائل ستبقى محفورة في قلبي إلى الأبد. وأكثر رسالة أثّرت فيّ كانت من امرأة تعاني من نفس الحالة، وقالت إن أدائي منحها شعورًا بالقوة والإصرار على الاستمرار في الحياة. هذا النوع من التفاعل بالنسبة لي هو بمثابة جائزة حقيقية.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال تجسيد شخصية "روح"؟
الشخصية كانت جديدة كليًّا بالنسبة لي، وكان من الصعب أحيانًا الانتقال بين مشاعر متناقضة، كالحزن والفرح في آنٍ واحد. لكن "روح" مثّلت لي مساحة لاكتشاف جوانب جديدة من نفسي. أعتقد أننا نتشابه في حب الحياة والإيجابية، رغم الصعوبات. والمشهد الأصعب كان عندما فقدت "روح" شخصية "غيث"، التي جسدها الفنان معتصم النهار، ثم فقدت بعدها البصر. هذا المشهد كان مليئًا بالتوتر العاطفي، ومن أصعب اللحظات تمثيليًّا، لكن تعاون فريق العمل ساعدني على تقديمه بأفضل شكل ممكن.
كيف تصفين تعاونك مع الفنان معتصم النهار والنجم عابد فهد؟
التعاون مع معتصم النهار كان ممتعًا جدًّا، فهو إنسان مرح ويضفي أجواء جميلة في الكواليس. أما عابد فهد، فكان دائمًا موجّهًا محترفًا، وتعلمت منه الكثير على الصعيد الفني. وجودهما أضفى على العمل طاقة إيجابية.
ما هي معاييرك في اختيار الشخصيات؟
أبحث عن الأدوار التي تتحدى قدراتي التمثيلية، والتي تحمل رسالة وتلامس الناس، أحب الشخصيات التي أستطيع أن أعيشها بصدق، وتعكس قضايا إنسانية حقيقية. المهم عندي أن أؤمن بالدور قبل أن أؤديه.
هل سنراكِ قريبًا في عمل درامي مصري؟
مصر تعني لي الكثير، فهي قلب الفن العربي، وتملك تاريخًا عريقًا في صناعة الدراما. التمثيل في عمل مصري هو حلم بالنسبة لي، وأتمنى أن يتحقق قريبًا. لدي احترام كبير للجمهور المصري، وأتمنى أن أكون جزءًا من هذه الصناعة قريبًا.
ما هي طموحاتكِ في مجال التمثيل؟
أنا شغوفة جدًّا بهذه المهنة، وطموحي لا يتوقف عند حدود معينة. أسعى دائمًا لتقديم أدوار متنوعة تترك أثرًا في الناس، وأطمح لأن أكون جزءًا من أعمال تساهم في تطور الفن العربي وتقدم شيئًا مختلفًا.
وماذا عن مشروعاتك الفنية المقبلة؟
أعمل حاليًّا على مشاريع جديدة، من بينها مسلسل أقدم فيه شخصية مختلفة كليًّا عن أعمالي السابقة، سيكون مفاجأة للجمهور، وأتمنى أن ينال إعجابهم، وسأسعى دائمًا لتقديم الأفضل في كل ما أقدمه.