الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أجهزة استشعار وطائرات تحت الماء.. صراع الأطلسي بين "أوروبا وروسيا" حرب من نوع آخر

  • مشاركة :
post-title
دورية أوروبية للكشف عن التهديدات في المحيط الأطلسي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب الروسية الأوكرانية بلا هوادة على البر الأوروبي، كانت هناك معركة شرسة أخرى تدور رحاها في المحيط الأطلسي، في صراع تم وصفه بأنه يمتد منذ الحرب الباردة وتصاعد من جديد، بعد العثور على أجهزة تجسس لرصد غواصات بريطانيا النووية.

وكانت الاستخبارات البريطانية قد كشفت عن أنها عثرت على أجهزة استشعار في البحر، يشتبه في أن موسكو قامت بتركيبها للتجسس على الغواصات النووية البريطانية حول المملكة المتحدة، في صراع وصفوه بأنه ممتد منذ الحرب الباردة وتصاعد من جديد.

ويعتقد، بحسب صحيفة "صنداي تايمز"، أن أجهزة الاستشعار تم العثور عليها بعدما جرفتها الأمواج إلى الساحل البريطاني، وأكد مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أنهم يعتقدون أنه تم تثبيتها لجمع معلومات عن الغواصات الأربع التي تعمل بالطاقة النووية والتي يملكها الجيش البريطاني.

وفي تحقيقاتها، زعمت صحيفة صنداي تايمز أنه تم اكتشاف وجود طائرات روسية بدون طيار مخبأة بالقرب من كابلات الاتصالات تحت سطح البحر، وأن اليخوت المملوكة للقلة الروسية ربما استُخدمت لإجراء عمليات استطلاع تحت الماء، من أجل محاولات اكتشاف تلك الغواصات النووية ومعرفتها.

ووصف المسؤولون ذلك الأمر بأنه حرب أخرى تدور رحاها في المحيط الأطلسي، مشيرين إلى أنها تعد كلعبة القط والفأر ومستمرة منذ نهاية الحرب الباردة وتتصاعد من جديد.

غواصة نووية بر يطانية

وأكد المسؤولون أن الردع النووي البحري البريطاني سيواصل دورياته في محيطات العالم دون أن يتم اكتشافه، كما كان يفعل على مدى السنوات الـ56 الماضية، ومازالت البحرية الملكية البريطانية تعمل على اكتشاف مواقع تحتوي على أجهزة مماثلة.

ومنذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، توالت عمليات تخريب للكابلات وخطوط الأنابيب البحرية في بحر البلطيق، ضمن ما أسمته الدول الأوروبية الحرب الهجينة، متهمة روسيا، بدون دليل، بأنها تقف وراء تلك الحوادث.

وكان من أشهر تلك العمليات ما حدث في نوفمبر 2024، عندما تعرض كابلان للألياف الضوئية للقطع، واتهمت التحقيقات سفينة شحن صينية، وبعد شهر، أطلقت فنلندا تحقيقًا في عملية تخريب بعد إتلاف كابل الطاقة Estlink 2 وأربعة خطوط اتصالات.

ومنذ شهرين تقريبًا، تعرض كابل بحري قبالة الساحل الشمالي الشرقي لتايوان للتلف، ووصف المسؤولون الحادثة بأنها تخريبية، تلاها فتح السويد تحقيقًا آخر بعد إتلاف كابل اتصالات تحت البحر في بحر البلطيق يمتد بين السويد ولاتفيا، ووصفته السلطات أيضًا بـ"التخريب الفادح".

وبسبب ذلك، أطلقت دول الناتو مهمة أطلق عليها "حارس البلطيق" تهدف إلى المساعدة في حماية الكابلات وخطوط الأنابيب تحت الماء من خلال تعزيز وجود الحلف في المنطقة.

وبدأت عمليات دورية ومراقبة لحماية البنية التحتية الحيوية في البحر، وتضم فرقاطات وطائرات دورية بحرية وأقمارًا صناعية ومركبات يتم التحكم فيها عن بُعد وطائرات بدون طيار، إلا أن أجهزة الاستشعار المكتشفة تنقل القضية لمستوى جديد في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا على أشدها.