احتجزت الرئاسة التركية صحفيًا سويديًا لدى وصوله إلى تركيا لتغطية الاحتجاجات على سجن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، فيما وصفت الخارجية السويدية قضيته بالأولوية القصوى.
أعلنت الرئاسة التركية، يوم الأحد، عن اعتقال الصحفي في صحيفة "داجنز إي تي سي"، يواكيم ميدين. وذكرت وكالة "الأناضول" أن ميدين، الذي تم القبض عليه في إسطنبول في إطار تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في أنقرة، اعتقل بتهمة "إهانة الرئيس" و"الانتماء إلى منظمة إرهابية مُسلحة".
أطلق مكتب التحقيقات في الجرائم الإرهابية التابع لمكتب المدعي العام في أنقرة تحقيقًا في تعليق دمية تمثل الرئيس رجب طيب أردوغان، من قبل مؤيدي حزب العمال الكردستاني في ستوكهولم بالسويد في 11 يناير 2023، وتم تحديد هوية 15 مشتبهًا بهم، بما في ذلك ميدين.
أثار الاحتجاج غضب السُلطات التركية، إذ صرحت بأن " عناصر من منظمة حزب العمال الكردستاني - المصنف في تركيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك السويد، منظمة إرهابية- هم المسؤولون عنه"، واستدعت السفير السويدي في أنقرة.
وفي إطار التحقيق الذي بدأ بتهمة "إهانة الرئيس" و"الانتماء إلى منظمة إرهابية مُسلحة"، تم الكشف عن دخول الصحفي السويدي الصادر بحقه مذكرة توقيف إلى تركيا في اليوم السابق، وتحركت فرق الأمن واعتقلت المشتبه به في إسطنبول.
وأفاد مركز مكافحة التضليل الإعلامي التابع للرئاسة التركية في بيان: "الصحفي مطلوب بتهمتي 'الانتماء إلى منظمة إرهابية مُسلحة' وإهانة الرئيس، وقد أُلقي القبض عليه لدى وصوله إلى مطار إسطنبول يوم الخميس."
وجاء في بيان "مركز مكافحة التضليل الإعلامي" أن ميدين معروفٌ بأخباره المُعادية لتركيا وقربه من حزب العمال الكردستاني، وأنه لا علاقة لقرار الاعتقال هذا بأي شكلٍ من الأشكال بأنشطته الصحفية.
يأتي اعتقال الصحفي السويدي في سياق احتجاجات حاشدة في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو.
وكان إمام أوغلو، الذي يُعتبر على نطاق واسع المنافس الرئيسي للرئيس أردوغان، قد أُلقي القبض عليه في وقت سابق من الشهر الجاري بتهم فساد.
من جانبها، صرحت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرجارد، للإذاعة العامة بأن قضيته "ذات أولوية قصوى" وتعهدت بطرحها مع نظيرها التركي.
يأتي اعتقال ميدين في أعقاب ترحيل مارك لوين، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الذي كان يغطي الاحتجاجات، بعد احتجازه لمدة 17 ساعة يوم الأربعاء، قائلةً إنه يُشكل "تهديدًا للنظام العام"، وفقًا للهيئة، فيما أعلنت مديرية الاتصالات التركية أن لوين رُحّل بسبب عدم حصوله على الاعتماد.
يُشكّل وجود أعضاء حزب العمال الكردستاني في السويد جوهر العلاقة المعقدة بين تركيا والسويد، وهو أحد أسباب كون تركيا من آخر الدول التي وافقت على انضمام ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) العام الماضي.