كرّم إنسو جيجو، رئيس المتحف الوطني للسينما، بمدينة تورينو الإيطالية أمس الاثنين، الممثل الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار "كيفين سبايسي" إذ قدم له جائزة النجمة "ستيلا ديلا مولي" لإنجاز العمر، التي سبق أن قدمها للممثلة والمنتجة إيزابيلا روسيليني، والنجمة مونيكا بيلوتشي، والمخرج الإيطالي داريو أرجينتو.
حضر الحفل أيضًا فيتوريو سجاربي وكيل وزارة الثقافة الإيطالية، الذي قال عند منحه الجائزة لسبايسي: "نشهد الليلة عودة كيفن سبايسي، من يعيش من خلال السينما هو رجل خالد، ولهذا السبب تحديدًا نمنحه هذه الجائزة الليلة".
جاء التكريم بعد إلقاء "سبايسي" لمحاضرة نفدت تذاكرها منذ الإعلان عن الحدث، واستمرت قرابة الساعة ناقش خلالها الحضور أهم محطات مشواره الفني، وأهم الأدوار التي قدّمها على مدار مسيرته الفنية، ثم تلا المحاضرة عرض فيلم American Beauty الذي فاز عنه بثاني جائزة أوسكار في مشواره الفني.
تحدث "سبايسي" عن بداياته مع التمثيل قائلًا: "أول أداء قدمته كان في فصل الدراما بالمدرسة الثانوية، لقد كان مشهدًا صغيرًا مدته خمس دقائق كان عليً تأليفه، بدون حوار، لكن كان يمكننا الاستعانة بالموسيقى، وعمري وقتها لم يتجاوز 11 عامًا، وقررت أن أقوم بمشهد غرب أمريكي، حتى أتمكن من لعب دور راعي بقر، واخترت الرجل السيئ بطبيعة الحال".
ثم تابع سبايسي: "لقد تشرفت للغاية أن أكون جزءًا من العملية الإبداعية مع العديد من الأشخاص المميزين من صانعي الأفلام والفنانين والفنيين الذين أتيحت لي الفرصة العمل معهم، وأعتبر هذه الليلة فرصة مثالية لكي أقول لهم شكرًا لكم، فأنتم اليوم لا تكرموني فقط بل تكرموهم جميعًا".
وخلال الكلمة التي ألقاها عند استلامه التكريم شكر "سبايسي" إدارة المتحف الوطني للسينما على التحلي بالشجاعة لدعوته وتكريمه وقال: "من خلال تقديم هذه الجائزة لي، فإنهم يدافعون بقوة عن الإنجاز الفني دون النظر لأي اعتبارات أخرى، ولهذا ينبغي الإشادة بهم".
لم يتعرض سبايسي بشكل مباشر إلى الادعاءات التي تتهمه بالاعتداء الجنسي أثناء خطاب قبوله التكريم، لكنه أشار إلى ولاء العديد من معجبيه وقال: "لن ينكسر الرابط الذي أشاركه معهم بسهولة".
وانتهز "سبايسي" الفرصة وشكر مدير أعماله إيفان لوينستين على دعمه له، واصفا إياه بـ"الأخ" الذي لم يحصل عليه من قبل، وأضاف: "لكن هناك شخصًا واحدًا يجب أن أشكره الليلة، لأنه عندما يكون لديك صديق مقرب مثل صداقتي بإيفان، الموجود هنا الليلة، يمكن أن تكون الحياة خاصة جدًا، تلك الصداقة تجعل من العمل وخوض أي تحدٍ أمرًا يستحق العناء، لقد قدّم لي إيفان الكثير من النصائح والمشورة على المستوى المهني ولكن الأهم هي صداقتنا".
وواصل سبايسي: "يكاد يكون من المستحيل إخباركم بكل ما فعله إيفان من أجلي، والحكمة التي جلبها لحياتي، إيفان لم يقف بجانبي فقط، لقد وقف أمامي عندما كنت بحاجة إلى شخص يقودني، ووقف خلفي عندما كنت بحاجة إلى الدفع.. إنه رجل رائع وكانت قدرته على تحمل أي انتكاسات واجهناها، وبطريقة ما النهوض والاستمرار في التحرك إلى الأمام، منحتني القوة للوقوف ومتابعة السير"، ثم وجّه كلماته لإيفان قائلًا: "أنا سعيد حقًا لكونك أخي، لذا شكرًا لك".
ثم وجّه سبايسي شكرًا خاصًا للمخرج الإيطالي فرانك نيرو لإسناده دور له في فيلم "الرجل الذي رسم الإله"، الذي تم تصويره في مدينة تورينو وسيُعرض في وقت لاحق من هذا الأسبوع في مدينة روما.
ويُعد هذا التكريم هو أول ظهور علني للممثل البالغ من العمر 64 عامًا منذ أكثر من خمس سنوات، وتحديدا بعد تورطه في العديد من المعارك القانونية التي تركزت على تهم الاعتداء الجنسي.
وفي أكتوبر الماضي، انحازت هيئة محلفين في نيويورك إلى "سبايسي" في دعوى مدنية بقيمة 40 مليون دولار، ووجدت أن الممثل لم يتحرش بالممثل أنتوني راب عندما كان مراهقًا، وليس مسؤولاً عن ادعاءاته، بينما وافق قاض في لوس أنجلوس أغسطس الماضي على قرار بتغريم سبايسي 31 مليون دولار يدفعها لصانعي المسلسل الشهير House of Cards لانتهاكه بنود عقده المتعلقة بالتحرش الجنسي بأعضاء طاقم العمل في المسلسل الذي استُبعد منه فيما بعد.
ومن المقرر أن يخضع سبايسي للمحاكمة في لندن يونيو المقبل لمواجهة سبع تهم جديدة بالقيام بالعديد من الاعتداءات الجنسية في الفترة الممتدة من 2001 وحتى 2013، وذلك عندما كان يعمل كمدير فني في مسرح أولد فيك بالمدينة.