الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المعادن الأوكرانية.. سلاح أمريكا الجديد في مواجهة الهيمنة الصينية

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحرب الروسية الأوكرانية فرصة لتأمين مصادر بديلة للمعادن الحيوية، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من اعتماد الولايات المتحدة على الصين ويسمح لترامب بتبني نهج أكثر عدوانية في التعامل مع هذه المسألة.

معادن استراتيجية

تعد المعادن النادرة مثل الغاليوم ضرورية لتقنيات الدفاع المتقدمة ولكنها غير متاحة بسهولة للولايات المتحدة محليًا. وقد استخدمت الصين، وهي المورد الرئيسي للغاليوم، سيطرتها على الموارد كوسيلة ضغط ضد الولايات المتحدة.

وفرضت حظرًا على تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، كجزء من ردها على زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية.

وتعتبر المعادن الأخرى بالغة الأهمية للتكنولوجيا العسكرية مثل أنظمة الصواريخ والإلكترونيات والمركبات الكهربائية. وفي أوكرانيا، توجد رواسب لـ 22 من المعادن الـ 34 التي حددها الاتحاد الأوروبي باعتبارها بالغة الأهمية. تكمن المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة في أن الصين تشكل حاليًا نسبة عالية من بعض واردات المعادن الهامة.

ويحظى الغاليوم بتقدير كبير من جانب صناعة الدفاع لأنه موثوق ودائم. وعلى وجه الخصوص، يُنظر إلى هذا العنصر باعتباره أداة بالغة الأهمية لتعزيز أنظمة الرادار والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وأنظمة الحرب الإلكترونية. كما يُستخدم أيضًا في وحدات متعددة الشرائح تستخدمها أنظمة الملاحة ومراقبة الحركة الجوية.

بالإضافة إلى الغاليوم، تمتلك أوكرانيا موارد هائلة من الجرافيت، وهو عنصر يستخدم في بناء المركبات الكهربائية والمفاعلات النووية، وثلث إمدادات أوروبا من الليثيوم، والذي يستخدم في البطاريات. وأثر تركيز ترامب على المعادن الحيوية أيضًا على اهتمامه بجرينلاند التي تمتلك احتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية، مما يجعلها بديلاً محتملاً للموارد التي تسيطر عليها الصين.

إضعاف التعاون الصيني الروسي

وترى صحيفة "إندبندينت" البريطانية أن قلق ترامب من شأنه أن يشكل أيضًا محركا لمفاوضاته مع روسيا على نطاق أوسع. ومن بين المخاوف الأساسية التي تهم ترامب شراكة الصين مع روسيا.

ونظراً للتعاون المتزايد بين البلدين في المجالات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، يعتقد ترامب أن نفوذ الصين في الشؤون العالمية يحتاج إلى مواجهة. إذ سعت إدارة ترامب إلى تقويض التحالف من خلال تخفيف نهج الولايات المتحدة تجاه روسيا، وهي الخطوة التي صدمت الزعماء الأوروبيين، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.

وينظر ترامب إلى الصين على حد تعبير صحيفة نيويورك تايمز" الأمريكية باعتبارها التهديد الرئيسي للولايات المتحدة، واعتبرها أكبر منافس اقتصادي لها وعائقًا كبيرًا أمام جعل أمريكا "عظيمة مرة أخرى".

كانت الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات صينية بقيمة مئات المليارات من الدولارات، تهدف إلى جعل المنتجات الأمريكية أكثر قدرة على المنافسة من خلال رفع تكلفة الواردات الصينية، وبالتالي تشجيع الشركات والمستهلكين على شراء السلع المحلية بدلًا من ذلك.

وفي الوقت نفسه، سعى ترامب إلى إضعاف اقتصاد التصدير الصيني من خلال جعل بيع السلع في الولايات المتحدة أكثر صعوبة بالنسبة للشركات الصينية. وامتدت سياساته الجمركية إلى ما هو أبعد من الصين، حيث يجري النظر في اتخاذ تدابير مماثلة في أوروبا.