الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بايدن فتح ذراعيه وترامب أغلقها.. قطار الدعم الأمريكي لأوكرانيا يصل محطته الأخيرة

  • مشاركة :
post-title
ترامب وزيلينسكي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

"المجاهرة بدعم أوكرانيا واجب، وروسيا تنسف السلام والأمن".. بتلك الكلمات التي أطلقها جو بايدن، في الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، قادت الولايات المتحدة جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ من أجل مواجهة الكرملين، ولكن مع الذكرى الثالثة تغير كل شيء تقريبًا.

وكانت روسيا قد تحركت لضم أربع مناطق في أوكرانيا، في 24 فبراير 2022، هي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا، بعد تنظيم ما وصفته بالاستفتاءات، ولكن الرد الأمريكي، سواء العسكري أو الدبلوماسي، لم يتأخر طويلًا.

رد أمريكي سريع

وبعد أقل من أسبوعين، في الأول من مارس من ذات العام، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، قرارًا يدين التحرك الروسي في أوكرانيا. ولم يكتفِ القرار بذلك، بل طالب روسيا بإنهاء ما وصفه بالعدوان فورًا، وعلى الرغم من كونه غير ملزم، إلا أنه وُصف بالتاريخي، حيث حصل على تأييد 141 دولة.

ذلك القرار، الذي قادته الولايات المتحدة، أكد بايدن أنه جاء بهدف الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، والوقوف إلى جانب الحرية والسيادة وسلامة الأراضي، مستنكرًا بأشد العبارات الحرب الروسية، ومعلنًا التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي أوكرانيا.

دفعات عسكرية مُتتالية

ومنذ أغسطس الذي أعقب بداية الحرب، وفقًا لـ"سي إن إن"، أرسلت الولايات المتحدة 70 دفعة من المعدات العسكرية، بعشرات المليارات من الدولارات إلى كييف، شملت أنظمة دفاع جوي وذخائر وقذائف وطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى وأسلحة خفيفة.

إلى جانب ذلك، أرسل الجيش الأمريكي أنظمة مضادة للدروع، ومعدات وذخائر تدمير، ومعدات حماية كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية، بالإضافة إلى قطع الغيار والمعدات المساعدة والخدمات والتدريب والنقل، فضلًا عن المساعدات الإنسانية والاقتصادية.

وفي الذكرى الثانية للحرب أيضًا، حشد بايدن وفريقه في البيت الأبيض، الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تبنّت قرارًا آخر بأغلبية كبيرة، حيث أيده 143 دولة، وامتنع 23، واعترضت 7 دول، دعمًا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ورفضًا لمطالب روسيا بضم المناطق الأربع.

طريق مسدود في العلاقات

ودعا القرار العالم إلى عدم الاعتراف بتحرك روسيا، وأكدت أمريكا، على لسان وزير خارجيتها آنذاك، أنتوني بلينكن، وفقًا لموقع الوزارة الأمريكية، أن المبادئ الجوهرية لميثاق الأمم المتحدة على المحك، ولا مكان للممتنعين أو الحياد أو كلمات الاسترضاء.

وقبل أن يترك بايدن منصبه، كانت الأمور بين روسيا وأمريكا، وصلت إلى طريق مسدود، وتمثل ذلك في موافقته على السماح لأوكرانيا، لأول مرة منذ بداية الحرب، باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، بهدف شن ضربات داخل العمق الروسي.

ولكن مع الذكرى الثالثة للحرب، كان هناك اختلاف كبير وتحول واضح في الموقف الأمريكي من روسيا وأوكرانيا والحرب برمتها، وفقًا لصحيفة "ذا هيل"، حيث صوتت الولايات المتحدة ضد قرار يدين روسيا باعتبارها المعتدي في الحرب بأوكرانيا.

أمريكا في صف بوتين وحلفائه

واتخذت الولايات المتحدة، هذه المرة، صف الدول التي عارضت القرارات السابقة غير الملزمة لروسيا، مثل بيلاروسيا وكوريا الشمالية والمجر، وهو التصرف الذي علّق عليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه "لا يحتاج إلى شرح، وهو واضح بذاته".

وفي الفترة التي سبقت التصويت، كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على الدول في مختلف أنحاء العالم لمعارضة القرار الذي طرحته أوكرانيا والدول الأوروبية، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز"، ودعم مشروع قرار أمريكي بدلًا من ذلك.

لكن في نهاية المطاف، وبعد أن حصلت الدول الأوروبية على دعم ثلاثة تعديلات على القرار الأمريكي، اضطرت إدارة ترامب إلى الامتناع عن التصويت على قرارها، وهي التعديلات التي وصفتها السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، بأنها تهدف إلى "حرب كلامية وليس إنهاء الحرب"، كما اعتبرتها انتقاصًا من تحركات ترامب وتطلعاته لوقف الحرب.

وفي النهاية، تعكس التحركات الأمريكية الأخيرة وجود ضعف واضح في الدعم السياسي الأمريكي لأوكرانيا، في ظل إدارة ترامب، لصالح تحسين العلاقات مع روسيا، وهو ما ظهر جليًا في التوتر الكبير الذي شاب علاقة ترامب بزيلينسكي، حيث أصبح الأول "يعيش في فضاء التضليل الروسي"، بينما بات الأخير "ديكتاتورًا بلا انتخابات".