الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعوات أوروبية للاستقلال الدفاعي.. أوكرانيا تواجه روسيا دون دعم أمريكي

  • مشاركة :
post-title
علما الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في مقر الموضية الأوروبي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تُواجه أوكرانيا تحديات غير مسبوقة مع إشارات متزايدة إلى إمكانية تخلي الولايات المتحدة عن دعمها العسكري في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة، وفي الوقت الذي تُجبر فيه تصريحات الأخير المُعادية لأوكرانيا، الدول الأوروبية على التفكير في سيناريو كان يُعتبر مستحيلًا في السابق، تتسارع الجهود الأوروبية للتكيف مع واقع جديد قد يشهد انسحابًا أمريكيًا كاملًا من ساحة الصراع.

موقف ترامب المتصاعد

وأشارت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إلى أن ترامب صعّد من هجومه على أوكرانيا بشكل ملحوظ خلال الشهر الأول من توليه الرئاسة، إذ انخرط في محادثات سلام مع روسيا دون استشارة حلفائه، وادعى أن أوكرانيا بدأت الحرب، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" خدع الولايات المتحدة واستغلها للحصول على مليارات الدولارات، بالإضافة إلى تقويض عقود من السياسة الأمريكية تجاه حلفائها على الصعيد السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والعسكري.

هذا التحول في الموقف الأمريكي دفع فريدريش ميرز، المستشار الألماني، إلى الإعلان عن رغبته في استقلال أوروبا بشكل كامل عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالدفاع.

الوضع في أوكرانيا

تُشير "بوليتيكو" إلى أن أوكرانيا تمتلك أكبر جيش في أوروبا بعد روسيا، بعدد يصل إلى 980,000 جندي، وفقًا لما صرح به زيلينسكي في وقت سابق من هذا العام، فيما يحافظ هؤلاء الجنود على خطوط جبهة تمتد لأكثر من 1,500 كيلومتر ضد القوات الروسية، بالإضافة إلى السيطرة على حوالي 400 كيلومتر مربع في منطقة كورسك الروسية.

في المقابل، يسعى فلاديمير بوتين إلى توسيع الجيش الروسي بإضافة 180,000 جندي ليصل إلى 1.5 مليون جندي، كما تلقى الكرملين مساعدات في القتال بكورسك من آلاف الجنود القادمين من كوريا الشمالية.

الدعم الغربي لأوكرانيا

تخطط أوكرانيا لإنفاق 2.2 تريليون هريفنيا (حوالي 50 مليار يورو)، أي ما يعادل 26% من ناتجها المحلي الإجمالي، على الدفاع والأمن في العام المقبل.

ووفقًا لبيانات معهد كيل، أنفقت الولايات المتحدة 64 مليار يورو على الدعم العسكري لأوكرانيا بين فبراير 2022 ونهاية عام 2024، بينما ساهمت أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة والنرويج، بما يقرب من 62 مليار يورو.

ذهب معظم هذه الأموال لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر من المخزونات الغربية والإنتاج الجديد، كما تشمل المعدات صواريخ ATACMS وHIMARS من الولايات المتحدة، وصواريخ SCALP/Storm Shadow من المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى دبابات وأنظمة دفاع جوي متعددة من مختلف الدول الأوروبية.

تعويض الانسحاب الأمريكي

تساءلت "بوليتيكو" عمّا سيحدث إذا توقفت المساعدات من الولايات المتحدة؟

وفقًا لبن باري، الزميل الأول في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن انسحاب أمريكا لن يكلف أوكرانيا نصف أسلحتها فحسب، بل سيحرمها أيضًا من العديد من الأسلحة "الأكثر فعّالية".

صرح وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس لصحيفة "بوليتيكو" بأن هناك "أسلحة ومعدات معينة لا يمكن لأوروبا استبدالها بالأمريكية"، مُشيرًا إلى أنظمة الدفاع الجوي وبعض الذخائر بعيدة المدى.

وقالت النائبة الأوكرانية إيفانا كليمبوش: "لدى الأوروبيين ستة أشهر كحد أقصى للتحرك"، مضيفةً أنهم "ببساطة لا يملكون ما يملكه الأمريكيون".

الخيار العسكري الأوروبي

وفقًا لصحيفة "إكسبريس" الفرنسية، فإن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا في غياب الدعم الأمريكي يمثل تحديًا هائلًا.

في يناير 2025، قدّر الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن الحد الأدنى اللازم من القوات الأوروبية سيكون 200,000 جندي.

ويرى تيبولت فوييه، المدير العلمي لمعهد دراسات الاستراتيجية والدفاع، أن "وجود دائم لـ 200,000 رجل أمر مستحيل بدون الأمريكيين". وفي الكواليس، يجري الحديث عن قوة متعددة الجنسيات تتراوح بين 30,000 و50,000 جندي.

وأضاف الجنرال جيروم بيليستراندي، رئيس تحرير المجلة الوطنية للدفاع: "هذا سيكون الحد الأدنى، وأقل من ذلك، ستكون المخاطرة بعدم وجود ردع كافٍ تجاه روسيا"، خاصة مع وجود جبهة تمتد على مسافة 1,300 كيلومتر.

تحديات المستقبل الأوروبي

يرى توماس ريس، أستاذ في كلية الدفاع الوطني العليا في ستوكهولم، أن "معظم الجيوش الأوروبية لا تملك وسائل كافية لدعم صراع طويل الأمد، على الرغم من قواتها المؤهلة للغاية".

ووفقًا لدراسة نشرها مركز الأبحاث المؤيد لأوروبا "بروجل" في 21 فبراير، فإن زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي لردع عدوان روسي جديد قد تصل إلى ما لا يقل عن 250 مليار يورو سنويًا، بحسب ما نقلت صحيفة "إكسبريس".