الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اتفاق نووي مع روسيا والصين.. طموح ترامب لإعادة تشكيل ميزانيات الدفاع

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خطوة قد تعيد رسم خريطة التوازنات العسكرية العالمية، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في استئناف محادثات الحدِّ من الأسلحة النووية مع روسيا والصين، وذلك عبر مقترح اتفاق تاريخي من شأنه تقليص ميزانيات الدفاع إلى النصف.

وأشارت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إلى أن هذا الطرح يعكس رؤية ترامب لإحداث تغيير في النظام العالمي، على الرغم من تعقد العلاقات بين القوى الكبرى، وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

اتفاق نووي جديد

خلال حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، أعرب ترامب عن استيائه من حجم الإنفاق العسكري على الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان بالفعل كميات ضخمة من هذه الأسلحة تكفي "لتدمير العالم عشرات المرات"، وأكد الرئيس الأمريكي أنه يسعى للحصول على التزامات من موسكو وبكين لخفض هذا الإنفاق الضخم.

وقال ترامب: "نحن جميعًا ننفق الكثير من الأموال التي كان من الممكن استثمارها في أشياء أكثر إنتاجية"، مشيرًا إلى أن أحد أهدافه هو توجيه هذه الموارد إلى مجالات أكثر فائدة بدلاً من تعزيز الترسانات النووية.

مخاوف من صعود الصين النووي

رغم أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بمخزونات هائلة من الأسلحة النووية منذ الحرب الباردة، حذر ترامب من أن الصين قد تلحق بهما في القدرة التدميرية النووية خلال "خمس أو ست سنوات"، ما يستدعي -من وجهة نظره- إدراج بكين في محادثات الحد من التسلح.

وأكد ترامب أنه يسعى إلى بدء هذه المحادثات بمجرد استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ما يشير إلى أن القضايا الجيوسياسية الأخرى قد تعطِّل أي تقدم فوري في هذا الملف.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها ترامب إشراك الصين في محادثات الحد من التسلح، ففي ولايته الأولى، سعى إلى إدراج بكين ضمن مفاوضات تمديد معاهدة "نيو ستارت" بين واشنطن وموسكو، لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف، وفي الوقت نفسه، واصلت الولايات المتحدة وروسيا العمل على تحديث ترساناتهما النووية، في ظل تعليق موسكو مشاركتها في المعاهدة خلال إدارة بايدن.

إعادة روسيا إلى مجموعة السبع

ضمن رؤيته لإحداث تغيير في النظام العالمي، أعرب ترامب عن رغبته في إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع، معتبرًا أن طرد موسكو من المجموعة بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014 كان "خطأ".

وذكرت "ذا جارديان" أن ترامب حاول في ولايته الأولى إعادة روسيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يجد دعمًا يذكر من القوى الغربية الأخرى.

في تطور لافت، كشف ترامب عن أنه يتوقع لقاءً منفصلًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات حول الصراع في أوكرانيا، في خطوة قد تعكس تحسنًا غير متوقع في العلاقات الثنائية.

وأشارت "ذا جارديان" إلى أن هذه المحادثات تأتي بعد أول اتصال مؤكد بين الزعيمين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ووصف الرئيس الأمريكي محادثته مع بوتين بأنها "مثمرة للغاية"، رغم استمرار الحرب في أوكرانيا منذ عام 2022.

يثير هذا التقارب المحتمل بين واشنطن وموسكو تساؤلات حول مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في ما يتعلق بالتوازنات في أوروبا والصين. ويرى مراقبون أن ترامب يسعى إلى إعادة تشكيل المشهد الدولي، سواء عبر محادثات الحد من التسلح أو من خلال تغيير قواعد اللعبة في العلاقات بين القوى العظمى.