مع بداية ولايته الجديدة، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحقيق تغييرات جذرية في السياسة الخارجية، مدفوعًا برؤية واضحة لإنهاء النزاعات وتعزيز مصالح الولايات المتحدة عالميًا.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في حوار مع البرنامج الأمريكي "كلاي ترافيس وباك" الإذاعي ونشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، عن الاستراتيجيات الدبلوماسية الحالية، خصوصًا في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ومستقبل العلاقات مع أوروبا، ونهج الإدارة تجاه غزة والشرق الأوسط، وفي التقرير التالي نلقي الضوء على أبرز المحاور التي تم تناولها في الحوار.
مستقبل غزة والشرق الأوسط
وفي ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، قال إن "البلدان العربية يعبرون عن اهتمامهم بالفلسطينيين، ولكن لا أحد منهم يريد استقبال أي فلسطيني"، مضيفًا: "سنتولى الأمر وسيتعين علينا نقل الناس من مكان إلى آخر.. هذه هي الخطة الوحيدة المتاحة الآن"، حسب قوله.
وأضاف: "إذا كانت لدى الدول العربية خطة أفضل، فهذا أمر رائع"، متابعًا: "من الواضح أن أي خطة تترك حماس هناك سوف تشكل مشكلة، لأن إسرائيل لن تتسامح معها، وسوف نعود إلى حيث كنا".
وتابع: "حماس لديها أسلحة، ويتعين على شخص ما أن يواجههم، ولن يكون الجنود الأمريكيون، وإذا لم تتمكن الدول في المنطقة من التوصل إلى حل لهذه المشكلة، فسوف تضطر إسرائيل إلى القيام بذلك".
وأوضح أن الإدارة الأمريكية ستعمل على إشراك دول عربية في إعادة إعمار غزة، مع ضمان ألا تعود الجماعات المسلحة إلى السيطرة على القطاع، قائلًا: "الخطة الوحيدة المتاحة الآن هي خطة ترامب، وهي لا تعجب الدول العربية، وإذا كان لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها، ونحن نتطلع إلى ذلك".
النزاع الروسي الأوكراني
أكد وزير الخارجية الأمريكي أن "ترامب" عازم على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وليس فقط الوصول إلى وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الجهود الدبلوماسية ستركز على فتح ممرات المساعدات، وضمان عدم استهداف البنية التحتية للطاقة، والتمهيد لحلٍ شامل للصراع.
وأضاف "روبيو" أن المفاوضات ستتضمن إعادة ترتيب الأوضاع في أوكرانيا لضمان أمنها طويل الأمد، مع التركيز على الحد من التوسع العسكري وضمان الاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف، مشددًا على ضرورة تعاون الدول الأوروبية لضمان أمن أوكرانيا طويل الأمد، مؤكدًا أن إدارة ترامب ستعمل على تعزيز الاستثمارات الأمريكية في أوكرانيا لضمان استقلالها الاقتصادي.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون مسؤولًا عن تقديم ضمانات أمنية ودعم اقتصادي لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، ما يعزز الشراكة بين أمريكا وأوروبا في هذا السياق.
زيلينسكي وبوتين
كشف روبيو عن خططه للسفر إلى ألمانيا للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكدًا أهمية هذا الاجتماع في تعزيز التعاون الأمريكي-الأوكراني، كما ستتضمن الزيارة مناقشات مع القادة الأوروبيين حول كيفية دعم أوكرانيا اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.
وللمرة الأولى منذ عامين ونصف العام، أُعيد فتح قنوات الاتصال بين الولايات المتحدة وروسيا، ما يُعد خطوة أولى نحو مفاوضات أوسع. وأكد "روبيو" أن الاجتماع القادم سيكون جزءًا من جهود أكبر لإيجاد حل دائم للصراع.
وأشار إلى أن هناك خططًا لعقد اجتماعات على مستويات متعددة بين المسؤولين الأمريكيين والروس، بهدف إعادة بناء الثقة المتبادلة وتجنب التصعيد العسكري في المستقبل.
العلاقات مع المكسيك
تعمل إدارة ترامب مع الحكومة المكسيكية على خطة مشتركة لمكافحة تهريب البشر والمخدرات، بالإضافة إلى ضبط الأسلحة التي تمر عبر الحدود، وأكد "روبيو" أن هناك محادثات جارية للوصول إلى اتفاق شامل.
كما أشار إلى أن واشنطن تعمل على توسيع التعاون الأمني مع المكسيك عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز الإجراءات الحدودية لمنع تسلل العصابات الإجرامية.
نهج ترامب الدبلوماسي
أكد "روبيو" أن ترامب يعتمد على الوضوح والحزم في تعاملاته الدبلوماسية، ما يميزه عن الإدارات السابقة، وأشار إلى أن هذا النهج يجعل السياسة الخارجية الأمريكية أكثر تأثيرًا واستقرارًا.
وأضاف أن القيادة الواضحة لترامب تُسهم في تقليل الغموض في العلاقات الدولية، ما يسمح للشركاء الأميركيين بالتعامل بثقة مع السياسة الخارجية الأميركية.
أشاد روبيو بالإصلاحات التي قادها الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي، مشيرًا إلى أن هناك فرصة لتعزيز العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، بما يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأكد أن الولايات المتحدة تنظر إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول أمريكا اللاتينية كوسيلة للحد من الهجرة غير الشرعية، عبر تحسين الأوضاع الاقتصادية في الدول المصدّرة للمهاجرين.