كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، نية جيش الاحتلال البقاء في خمس نقاط استراتيجية بالأراضي اللبنانية حتى نهاية الشهر الجاري، قبل 6 أيام من الموعد النهائي للانسحاب، ما أثار غضبًا كبيرًا داخل بيروت.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فإن النقاط التي يرغب جيش الاحتلال الإسرائيلي البقاء فيها هي تلال العويدة، الحمامص، العزية، اللبونة، وجبل بلّاط.
ومن جانبها، أكدت الحكومة اللبنانية رفضها لهذه المطالب، إذ أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده ترفض تمديد الهدنة، داعيًا إلى إتمام الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية في موعده المحدد في 18 فبراير الجاري، وفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 1701.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن الرئيس اللبناني قوله، "نطالب بنشر قوات دولية في هذه المناطق المتنازع عليها، وذلك بهدف مراقبة الوضع وضمان تنفيذ قرار الانسحاب الكامل".
وفي المقابل، أوردت التقارير أن إسرائيل متمسكة بمطالبها بالبقاء في هذه النقاط الاستراتيجية لأغراض أمنية، حيث تعتبر هذه التلال نقاطًا حيوية تتيح لها مراقبة التحركات في المنطقة وفصل القرى الحدودية اللبنانية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
واعتبرت وسائل إعلام لبنانية، أن هذا الموقف يمثل "مصلحة إسرائيلية" تهدف إلى تعزيز قبضتها على هذه المواقع.
وأشار خبير عسكري لبناني إلى أن هذه المواقع العسكرية تمثل "مراكز قوة" في الاستراتيجيات العسكرية، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تستخدم وجودها هناك كذريعة لتحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى، من بينها سعيها للحد من نفوذ حزب الله في المنطقة.
ويربط البعض هذا الوجود بالحرص الإسرائيلي على منع إعادة تأهيل المناطق الحدودية الجنوبية خوفًا من استخدامها كنقاط دعم لحزب الله، حسبما ذكرت الصحيفة العبرية.
وفي سياق متصل، تم تأجيل اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الذي كان من المقرر عقده غدًا في رأس الناقورة، حيث سيتم مناقشة قضية نشر القوات الدولية في هذه النقاط. وذكر تقرير أن هناك اقتراحًا فرنسيًا يتم تداوله يتعلق بمشاركة قوات فرنسية في مهمة مراقبة هذه النقاط، إلا أن لبنان أكد أن هناك اعتراضًا على تغيير دور قوات "اليونيفيل" أو على أي تعديل يتعلق بالانتشار العسكري الدولي في المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن الوضع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية يبقى حساسًا، حيث كان قد تم تمديد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع بعد مواجهات دامية في جنوب لبنان الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا. وقد شهدت هذه الأحداث تظاهرات شعبية دعت إلى تعزيز موقف لبنان في مواجهة مطالبات إسرائيلية.
ويأتي الحديث عن استمرار الوجود الإسرائيلي في هذه النقاط في وقت حساس للغاية في لبنان، حيث تستعد البلاد لمزيد من الاجتماعات الدبلوماسية على مستوى دولي لضمان تنفيذ الاتفاقات الخاصة بالحدود.
وفي هذا السياق، يترقب لبنان زيارة جديدة لمورجان أورتيجوس، نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، في إطار الضغط على إسرائيل لضمان انسحابها التام من الأراضي اللبنانية.