الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مأساة ودماء في جنوب لبنان.. ولا يزال المدنيون هدف جيش الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
جيش الاحتلال أطلق النار على سكان لبنانيين

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خضم الأحداث المتصاعدة على الحدود الجنوبية للبنان، باتت المنطقة مسرحًا لصراعٍ معقد بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان يُفترض أن يكون بوابة للتهدئة، انقلب إلى مشهد مليء بالتوتر وسقوط الضحايا.

القرى الجنوبية التي تحمل ذاكرة الاحتلال الإسرائيلي تحوّلت إلى ميدان للاشتباكات بين قوات الاحتلال ومواطنين لبنانيين، وبينما يزحف السكان نحو منازلهم، تتصاعد التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار.

انتهاء وقف إطلاق النار

مع حلول الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد، انتهى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، ولم تشهد المنطقة انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية، وفق الاتفاق، وبدأت تحركات السكان نحو القرى الحدودية بشكل جماعي، سواء سيرًا على الأقدام أو باستخدام المركبات، رغم ذلك، سرعان ما تحوّل المشهد إلى مواجهات عنيفة.

في مساء اليوم ذاته، أعلنت تقارير لبنانية عن مقتل 22 شخصًا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينهم جندي لبناني، بينما أكدت وثائق متداولة مشاهد تصدي لقوات الاحتلال، أبرزها وقوف امرأة أمام إحدى دبابات الاحتلال.

صباح أمس السبت، أصدر الجيش اللبناني بيانًا رسميًا طلب فيه من السكان تجنب التوجه نحو المناطق الحدودية بسبب وجود ألغام ومخلفات خطرة خلّفتها قوات الاحتلال الإسرائيلية. كما أوضح أن التأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي حال دون استكمال استعدادات تأمين المنطقة، ورغم تحذيرات الجيش، تجاوز السكان الحواجز صباح اليوم متوجهين إلى قراهم.

وحاول الجيش اللبناني منع تقدم الأهالي من خلال وضع سياجات وأسلاك شائكة، لكنها سرعان ما أزيلت دون مقاومة تُذكر، وتمثلت العراقيل الأكبر في السدود الترابية التي أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنها لم تمنع السكان من العبور أيضًا.

اتهامات متبادلة

على الجانب الآخر، برز حزب الله كعامل رئيسي في هذه الأزمة، إذ أكد مسؤولون في الحزب أن السكان هم من شقوا الطرق نحو القرى، إذ صرّح عضو المجلس السياسي في الحزب، غالب أبو زينب، بأن "سكان الجنوب أصروا على العودة وأخذوا حقهم بأيديهم"، بينما شدد النائب حسن فضل الله على معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" كضمانة لاسترداد الحقوق.

وردت الحكومة اللبنانية باتهام دولة الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين، إذ دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى ضبط النفس، مؤكدًا التزام الجيش بحماية السيادة اللبنانية.

من جانبها، أكدت قوات الاحتلال الإسرائيلية أنها تواصل عملياتها وفقًا لتوجيهات سياسية، معتبرة أن تحركات المدنيين، ومن بينهم عناصر حزب الله، تمثل تهديدًا أمنيًا، كما أشارت إلى اعتقال عدد من المشتبه بهم الذين اقتربوا من مواقعه.