مع استمرار تبعات الحرب على غزة، أفرجت إسرائيل عن 183 أسيرًا فلسطينيًا في إطار المرحلة الخامسة من صفقة التبادل، التي شملت إطلاق سراح 3 محتجزين إسرائيليين بعد 491 يومًا خلال فترة الحرب.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تأتي هذه العملية في ظل فترة وُصفت بأنها الأكثر دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تصاعدت المواجهات العسكرية والاعتقالات بوتيرة غير مسبوقة.
مَن هم الأسرى؟
أُطلق سراح 183 أسيرًا، بينهم 18 محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، و54 أسيرًا يقضون أحكامًا طويلة، إضافة إلى 111 أسيرًا من قطاع غزة اعتُقلوا خلال الحرب الأخيرة، وتمت عملية الإفراج وسط إجراءات أمنية مشددة، شملت نقل 42 أسيرًا من سجن عوفر قرب القدس المحتلة، بينما نُقل 141 أسيرًا آخرين من سجن "كيتسيعوت".
ورافق الإفراج إجراءات أمنية إسرائيلية محكمة، حيث تم نقل الأسرى إلى معبر بيتونيا بحماية قوات من جيش الاحتلال وممثلي الصليب الأحمر.
وفي خطوة مثيرة للجدل، كشفت الصحيفة العبرية أن الأسرى المفرج عنهم عُرض عليهم قبل الإفراج فيلم وثائقي من إنتاج جيش الاحتلال، يوثق حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة خلال الحرب، وتم بث الفيلم لمدة ثلاث دقائق داخل السجون، في محاولة لإحداث تأثير نفسي وصدمة على الأسرى قبيل الإفراج عنهم.
أبرز الأسرى المفرج عنهم
كان من بين الأسرى المفرج عنهم شادي البرغوثي، الذي حُكم عليه بالسجن 27 عامًا لمشاركته في هجمات ضد الاحتلال، كما شملت القائمة علي حاروف، المتهم بالانتماء إلى خلية خططت لتنفيذ عمليات خطف، وجمال الطويل، أحد قادة حماس في الضفة الغربية المحتلة الذي اعتقل في رام الله في يونيو 2021.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال في ذلك الوقت إن "الطويل" كان أحد المسؤولين عن إعادة تأهيل حماس في الضفة الغربية، وإنه لعب دورًا فعّالًا في تنظيم الاضطرابات، والتحريض على العنف، وإعادة تأسيس مقر حماس في رام الله.
أما إياد أبو شهيد، الذي كان أحد المخططين لتفجيرات بئر السبع عام 2004، فقد أُطلق سراحه ضمن هذه الدفعة، وبرز أيضًا اسم حاتم الجيوسي، أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى، الذي يقضي ستة أحكام بالسجن المؤبد.
جدل التعامل مع الأسرى
يُثير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين جدلًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث تتباين الآراء حول تأثير مثل هذه العمليات على المعنويات الإسرائيلية، خاصة في ظل تصاعد العمليات المسلحة.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن بعض المسؤولين الأمنيين في دولة الاحتلال يرون في هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية احتواء التوتر، بينما يحذر آخرون من تداعيات إطلاق سراح أسرى مدانين في قضايا أمنية خطيرة.
في المقابل، يرى الفلسطينيون أن الإفراج عن الأسرى ليس إلا جزءًا من النضال المستمر ضد الاحتلال، حيث استُقبل المفرج عنهم باحتفالات كبيرة، تعبيرًا عن فرحة الفلسطينيين بعودة أبنائهم، ما يعكس البُعد العاطفي والوطني الذي تحمله هذه القضية.