الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحليل إسرائيلي.. سياسات ترامب مهدت لفترة دموية غير مسبوقة في غزة

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"لم تكن الفترة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا خطوة لتهميش القضية الفلسطينية، ما أدى إلى واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وفق تقرير لمجلة "+972" العبرية.

سلام زائف

بحسب مجلة "+972"، لم يكن الهدف الأساسي لخطوات ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط خلال فترته الأولى إلا لخلق واقع إقليمي جديد يتم فيه تهميش النضال الفلسطيني، فلم يضع حدًا لأي حرب قائمة، بل تفاقمت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وخلال السنوات التالية لفترة ترامب الأولى، تصاعدت الأحداث الدموية في الأراضي الفلسطينية، حيث شهد عام 2021 تصعيدًا كبيرًا بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وما تبعه من مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، الأمر الذي أشعل مواجهة مسلحة بين دولة الاحتلال والفصائل الفلسطينية في غزة.

العنف وسياسات ترامب

ووفقًا للمجلة، فإن عامي 2022 و2023 شهدا أعدادًا قياسية من الفلسطينيين الذين استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنين، وفي 7 أكتوبر 2023، اندلع تصعيد جديد، كان بمثابة الدليل القاطع على فشل محاولات تهميش القضية الفلسطينية، حيث أدى إلى اشتباكات عنيفة وعمليات عسكرية مستمرة بين الجانبين.

وأشارت المجلة الإسرائيلية إلى أن سياسات ترامب قامت على فكرة تجاوز الفلسطينيين سياسيًا، لكن عندما لم ينجح ذلك، بدأ نهجًا جديدًا يروّج لفكرة ترحيلهم.

ففي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب: "سمعت أن غزة كانت سيئة الحظ بالنسبة لهم"، مشيرًا إلى أن الحل الأفضل هو نقل السكان إلى "قطعة أرض جديدة وجميلة".

خطة ترحيل الفلسطينيين

تؤكد "+972" أن خطة ترامب لنقل الفلسطينيين خارج غزة تفتقر إلى أي أساس عملي، فمن غير المحتمل أن يوافق أكثر من مليوني فلسطيني، معظمهم من اللاجئين أو أبناء اللاجئين، على مغادرة وطنهم، كما أن الدول المجاورة، مثل مصر والأردن، ترفض استقبال اللاجئين.

أما الولايات المتحدة، التي انسحبت من العراق وأفغانستان بعد سنوات من الاحتلال المكلف، فليس من المرجح أن تتورط في حكم غزة وتطويرها، لكن حتى وإن لم تتحقق هذه الخطة على أرض الواقع، فقد أثرت بشكل كبير على الخطاب السياسي الإسرائيلي.

قبول إسرائيلي للخطة

لم يقتصر الترحيب بخطة ترامب على اليمين الإسرائيلي فقط، بل امتد ليشمل شخصيات سياسية بارزة من مختلف الأطياف، فرحّب بها نتنياهو واصفًا إياها بأنها "تفكير قادر على إعادة تشكيل الشرق الأوسط"، بينما اعتبر بيني جانتس الفكرة "مبدعة وأصلية"، في حين وصفها يائير لابيد بأنها "جيدة لإسرائيل".

وتشير "+972" إلى أن هذا القبول الواسع يُظهر أن التطهير العرقي بات فكرة مقبولة في السياسة الإسرائيلية فور حصوله على ختم موافقة أمريكي.

تؤكد المجلة العبرية أن خطاب الترحيل لن يتوقف عند غزة، إذ يمكن أن يمتد ليشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية (المحتلتين) وحتى الفلسطينيين داخل دولة الاحتلال، فتصعيد مثل هذه السياسات قد يؤدي إلى فقدان أي أمل في التوصل إلى حل سياسي للصراع.

وبالنسبة للفلسطينيين، فإن هذه الخطة تقوض أي إمكانية لتسوية الصراع، فمنذ اتفاقيات أوسلو عام 1993، سعت القيادة الفلسطينية للتوصل إلى حل سلمي، رغم العقبات الكثيرة، لكن عندما يروّج رئيس أمريكي لفكرة "الترانسفير" ويحظى بدعم إسرائيلي واسع، فإن ذلك يوجه رسالة واضحة للفلسطينيين مفادها أن "التسوية لم تعد خيارًا".

تحذر "+972" من أن نهج ترامب وإسرائيل (دولة الاحتلال) الحالي قد يدفع المنطقة إلى صراع أوسع، فالأردن، الذي يخشى من تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيه، أبدى استعداده لاتخاذ موقف عسكري في حال فرضت إسرائيل الترحيل القسري.

وإجمالًا، إرث ترامب في الشرق الأوسط لم يؤد إلى السلام، بل عزّز مناخًا من التوتر المتصاعد، حيث تبدو المنطقة أقرب إلى مواجهة شاملة من أي وقت مضى.