الإفراج الأخير عن المحتجزين الثلاثة الإسرائيليين "أوهاد بن عامي، وإيلي شرابي، وأور ليفي"، وفق "يديعوت أحرونوت" العبرية، حمل تساؤلات عديدة حول الحالة الطبية لهم، وسط تزايد الشكوك الإسرائيلية بأن حماس تتبع خطة للإفراج عن المحتجزين يتم ترتيبها بناءً على خطورة أوضاعهم الصحية.
رسالة "لن نصمت"
وزعم جال هيرش، منسق شؤون الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن "إسرائيل لن تمر مرور الكرام على المشاهد الصعبة التي رافقت عملية الإفراج عن المحتجزين الثلاثة".
وأضاف: "تم نقل الرسالة إلى الوسطاء وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة وفقًا لذلك".
وتابع مزاعمه قائلًا: "المشاهد المؤلمة التي رأيناها اليوم تمس قلوبنا جميعًا وتنضم إلى الذاكرة الحية ليوم 7 أكتوبر 2023.. إن انتهاكات حماس المتكررة محل اهتمام بالغ من قِبل إسرائيل".
حالة طبية طارئة
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن عملية الإفراج هذه ليست لحظة احتفالية، بل حالة طبية طارئة تتطلب استجابة سريعة.
ووفقًا للمصادر الطبية، التي أبرزتها الصحيفة، فإن "المحتجزين الثلاثة يعانون سوء تغذية حادًا، وانخفاضًا في كتلة العضلات، واضطرابات قلبية والتهابات مزمنة".
وأضاف التقرير أن هناك شكوكًا متزايدة في أن الإفراج عن المحتجزين تم تحديده وفقًا لحالتهم الصحية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت حماس تستخدم الحالة الطبية للمحتجزين كورقة ضغط سياسية.
وفرضت إسرائيل على مدار أكثر من عام حصارًا عنيفًا على قطاع غزة لمنع دخول كل مقومات الحياة من كهرباء ومياه ووقود وطعام وشراب ودواء، ما سبّب مجاعة عنيفة في كل أنحاء القطاع، وعلى مدى الحرب، اتُهِمت إسرائيل مرارًا وتكرارًا بعدم السماح بدخول ما يكفي من المساعدات إلى القطاع، إذ جرت محاولات عديدة لحل هذه المشكلة، بما في ذلك إسقاط المساعدات جوًا على غزة أو تسليمها عن طريق البحر.
غضب إسرائيلي
علّق وزير الدفاع السابق يوآف جالانت على مشاهد الإفراج قائلًا: "إن الصور المروعة التي شاهدها العالم اليوم توضح الحالة الصعبة والمقلقة لبعض الرهائن، والتدهور في صحتهم الذي تعرفه إسرائيل منذ فترة".
وأضاف: "هذه دعوة أخرى للتحرك الفوري لاستعادة جميع المحتجزين فإعادتهم واجب يهودي وإنساني وأخلاقي".
وتم الإفراج عن المحتجزين الثلاثة صباح اليوم في منطقة دير البلح بقطاع غزة، حيث نظّمت حماس مراسم التسليم، التي ظهر خلالها المحتجزون بوجوه شاحبة وأجساد هزيلة بعد 491 يومًا في الاحتجاز، وصعدوا إلى المنصة وتحدثوا باللغة العبرية أمام الجماهير، في مشهد وصفته إسرائيل بأنه "مهين وغير إنساني".
وقالت لجنة أهالي المحتجزين إن "الصور الصادمة للإفراج دليل قاطع على أن المحتجزين لا يملكون المزيد من الوقت، ويجب إخراج الجميع من هناك، حتى آخر شخص الآن".