الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهية التخريب.. "مقترح التهجير" يبرز تاريخ ترامب الطويل في "التدخلات العشوائية"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تناولت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تحليل لها، خطة الرئيس دونالد ترامب المزعومة بوضع غزة تحت السيطرة الأمريكية وتهجير سكانها، مسلطة الضوء على تبعاتها وتاريخ ترامب الطويل من التدخلات الجيوسياسية العشوائية التي تسببت بعزل الولايات المتحدة أيديولوجيًا بين حلفائها العالميين.

وجاء في تحليل الشبكة الأمريكية، أنه منذ توليه السلطة، كان الرئيس الأمريكي يستمتع بسيل ثابت من الكلمات الدافئة -وقليل من الانتقادات- من الزعماء في أوروبا ودول العالم، الذين قد ينزعج بعضهم، من الضجيج والكلام الرنان الذي يجلبه إلى البيت الأبيض.

وحسبما رأت الشبكة الأمريكية، فإن اتفاق غزة، الذي جاء بعد 15 شهرًا من العدوان، لم يكن محكومًا عليه أبدًا بالاستمرار، خاصة بعد أن أفصح ترامب عن خطته بوضع غزة تحت السيطرة الأمريكية، وتهجير سكانها الفلسطينيين، وإعادة تطوير القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهي ما وصفته شبكة "سي إن إن" الأمريكية بالفكرة الأكثر استفزازًا في السياسة الخارجية حتى الآن.

عكس الراسخ

ووفقًا لـ"سي إن إن" بدا الاقتراح وكأنه يمزق عقودًا من صنع السياسات الغربية، ويبتعد عن نموذج حل الدولتين الذي كان راسخًا منذ فترة طويلة، ما دفع الفلسطينيون للإعراب عن فزعهم إزاء اقتراح مغادرة وطنهم، لتسارع الدول إلى رفضه.

وانتاب حلفاء أمريكا في المنطقة حالة من عدم التصديق والقلق بشأن التأثير الذي قد تخلفه الدعوة على الجهود الدبلوماسية الحية، وخاصة وقف إطلاق النار في غزة ومفاوضات الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس، حسب الشبكة الأمريكية.

وكما حدث مع أغلب تعليقات ترامب الأكثر استفزازية، فقد تعرّض اقتراحه بشأن غزة للسخرية والتحليل في الداخل والخارج.

تسبب في عزلة

هدّد تاريخ ترامب من التدخلات الجيوسياسية العشوائية بالفعل بعزل الولايات المتحدة أيديولوجيًا بين حلفائها العالميين.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، ربما تعمل تصريحاته بشأن غزة -سواء كانت تمثل فكرة أو خطة أو شيئا بينهما- على تسريع هذه العملية.

وقال جون ألترمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية: "إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حاولت جاهدة أن تكون موثوقة ويمكن التنبؤ بتصرفاتها على الساحة العالمية، في حين أن إدارة ترامب لديها غريزة معاكسة تمامًا".

وأضاف ألترمان، وهو الآن مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "هذه الإدارة لا تمتلك غريزة فحسب، بل لديها أيضًا شهية للتخريب".

ترامب ضد أوروبا

وفي أوروبا، تتمتع الولايات المتحدة عادة بعلاقات أقل تعقيدًا، إذ تباينت نبرة القادة لكنهم كانوا واضحين في موقفهم، وهو عدم دعمهم لخطة ترامب.

وتتوخى أغلب الدول الغربية الحذر إزاء عدم القدرة على التنبؤ بما سيجلبه ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها كانت أكثر استعدادًا لفوزه الثاني في الانتخابات من فوزه الأول.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى تحركات ترامب لفرض عقوبات على الوكالات الدولية أو الخروج منها أو انتقادها، فضلًا عن تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، واصفة إياها بخطوات تُزيد من العواقب.

كذلك، تحدثت "سي إن إن" عن التطلعات إلى المفاوضات المحتملة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وأشارت إلى اقترح ترامب في السابق التنازل عن الأراضي الأوكرانية لموسكو، حيث كان المسؤولون في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) يخشون منذ فترة طويلة أن يعلن الرئيس الأمريكي عن ترتيب مقترح يترك كييف والعواصم الأوروبية في حالة من الارتباك.