تسببت مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، في إشعال حالة من الغضب داخل إسرائيل، إذ رأت عائلات المحتجزين أن الهزال والنحافة يظهران بشكل جلي على هيئتهم، الأمر الذي وصفته بـ"أسوأ فشل في تاريخ إسرائيل".
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، ظهر المحتجزون الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم، في حالة صحية متدهورة. ووصف منتدى عائلات المحتجزين مشهد التسليم بـ"الصور المؤلمة"، ورأى أنها تأتي كتذكير إضافي بأسوأ فشل في تاريخ إسرائيل، ما يستدعي الحاجة إلى التحقيق في الهجوم بشكل كامل.
وقال منتدى عائلات المحتجزين في بيان له: "الصور المزعجة الواردة من عملية اليوم تعتبر دليلًا واضحًا ومؤلمًا آخر لا يترك مجالًا للشك.. ليس هنالك وقت لنضيعه، يجب إخراجهم الآن"، وأكد البيان ضرورة الإفراج عن المحتجزين الذين لا يزالون في قطاع غزة.
ووفقًا لـ"تايمز أوف إسرائيل"، ذكر المنتدى: "كيف اختطف مواطنون من إسرائيل إلى قطاع غزة؟.. ولماذا استغرق الأمر ما يقرب من 500 يوم لاستعادتهم؟.. وكيف يمكن أن يكون هناك حتى الآن أحياء محتجزين داخل الأنفاق؟".
وكررت عائلات المحتجزين مطالبها بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهو ما يقاومه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال مكتبه اليوم، إن "المشاهد الصعبة التي رأيناها اليوم لن تمر مرور الكرام".
وفي المقابل، علقت حركة حماس على مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين، وقالت في بيان لها: "المشاهد العظيمة لعملية التسليم، ورسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا، وأن اليوم التالي هو يوم فلسطيني بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير".
وأكدت "حماس" أنها "التزمت بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى، وبذلت جهدًا كبيرًا للحفاظ على حياتهم رغم القصف الإسرائيلي ومحاولات مجرم الحرب نتنياهو استهدافهم وتصفيتهم".
وشدد البيان: "يؤكد شعبنا الفلسطيني بالتفافه العظيم حول المقاومة وتحدي الاحتلال، رفضه لكل مشاريع دونالد ترامب بالتهجير والاحتلال، وعزمه الراسخ على إفشالها".
وفي مشهد التف حوله السكان في غزة، أقامت حماس منصة رئيسية حملت شعار "نحن الطوفان نحن اليوم التالي"، يتوسطها علم فلسطين داخل قبضة يد، تعبيرًا عن الصمود، كما زُيّنت بصور قيادات بارزة استهدفها جيش الاحتلال خلال الحرب.
وتسلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم السبت، من حركة حماس، المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة من وسط قطاع غزة.
ورافقت قوة من جيش الاحتلال والشاباك المحتجزين العائدين وهم في طريقهم إلى نقطة الاستقبال الأولية في منطقة الغلاف، حيث التقوا بأفراد عائلتهم.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي: "عبر المحتجزون المحررون الثلاثة العائدون أوهاد بن عمي وأور ليڤي وإلياهو شرعابي الحدود إلى داخل الأراضي الإسرائيلية مع قوة من جيش الاحتلال والشاباك".
وتعد هذه العملية الدفعة الخامسة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم أمريكي، سعيًا للتوصل إلى هدنة دائمة بين الطرفين.