الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم الدمار والركام.. غزة تتنفس حياة

  • مشاركة :
post-title
صورة من أمام مطعم السوافيري- غزة

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يعيش الفلسطينيون لحظات سعيدة أثناء الخروج لتناول العشاء أو الاسترخاء في المقاهي بينما تسعى الأراضي المدمرة إلى إعادة الإعمار، حيث شوهدت العزيمة في العدد القليل من المطاعم التي أعيد فتحها في غزة.

في خان يونس، حيث تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، كان الضرر أقل اتساعًا في زاوية صغيرة من المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة. ووقف رائد السوافيري، مالك أحد المطاعم القليلة التي تم فتحها في غزة، أمام الدجاج الذي يدور على الشواية ويبتسم، حيث كانت كل الطاولات البلاستيكية مشغولة.

ولم يكن للسوافيري أي خبرة في تجارة المطاعم حتى وقت قريب جدًا، وبعد نزوحه 10 مرات خلال الحرب، افتتح الشاب البالغ من العمر 23 عامًا أول مطعم له في رفح، أقصى مدينة جنوب القطاع، في وقت مبكر من هذا العام، بعد الحصول على معدات قديمة وإرسال والده لشراء اللحوم.

ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال السوافيري: "كانت استجابة الناس مذهلة، لكننا اضطررنا إلى الفرار من الهجوم الإسرائيلي على رفح والانتقال إلى الساحل، وأخيرًا قررت المحاولة مرة أخرى في خان يونس".

والمطعم هو واحد من المشروعات الصغيرة التي أنشأها السكان الصامدون الذين يسعون إلى البقاء اقتصاديًا أثناء الحرب، ويأمل السكان الآن أن تساعد مثل هذه المبادرات في دفع جهود إعادة الإعمار.

خاطر السوافيري بالموت أو الإصابة لتأثيث مطعمه، وجاب غزة على الرغم من هجوم الاحتلال الإسرائيلي، الذي حوَّل الكثير من الأراضي إلى أنقاض محطمة.

وذكر: "في بعض الأحيان، كان عليّ أن أسير لمسافات طويلة لجلب المياه، وفي بعض الأحيان، كنت أبحث في مناطق مثل دير البلح ورفح وأشتري المعدات اللازمة بأي ثمن، وكان من الصعب العثور على طهاة مهرة وتوابل عالية الجودة، لكنني لم أستسلم".

وجلست العائلات لتناول العشاء في مطاعم مثل مطعم السوافيري لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة.

وقالت نيفين قديح، 38 عامًا: "آخر مرة خرجنا فيها كانت قبل ثلاثة أيام من بدء الحرب، كنا نخرج كثيرًا، وكان بإمكاننا أن نعطي أطفالنا أي شيء يطلبونه، لكن الآن فقدنا منزلنا وكل مدخراتنا، لذا فإن الأمر صعب للغاية.. في هذه الأمسية الواحدة، يمكننا أن ننسى مشكلاتنا".

ووفقًا للصحيفة البريطانية، يقول المراقبون إنه بالرغم من إنه لا يوجد سوى عدد قليل من هذه المؤسسات، لكن شعبيتها هي شهادة على تصميم الفلسطينيين في إعادة إعمار وعودة الحياة إلى غزة، التي شهدت تدمير أكثر من 90% من المنازل، إلى جانب كل البنية التحتية الأساسية تقريبا.

وتشير التوقعات لعام 2024 إلى أن إزالة أنقاض غزة، الملوثة بالمواد الكيميائية السامة والقنابل غير المنفجرة، سوف تستغرق أسطولاً من 100 شاحنة لمدة 15 عامًا.

ومع ذلك، يقول كثيرون في غزة إنهم عازمون على إعادة البناء، ونشروا مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لجهود إزالة الأنقاض من منازلهم.

وقالت يارا سالم، المديرة التنفيذية السابقة للبنك الدولي ومقره رام الله في الضفة الغربية، والتي عملت مع المجتمعات المحلية في غزة على خطة إعادة التنمية الجديدة: "إنهم أبطال.. إن قدرتهم على العيش وإعادة الحياة أمر خارق للطبيعة.. هذا في دمائنا".